البغلي ينتقد تنامي ظاهرة تكريس القبلية والطائفية في الأسماء، حتى صارت رموزا على السيارات تشير لأصول ومذاهب أصحابها!
زاوية الكتابكتب أغسطس 16, 2011, 12:27 ص 1065 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم
تكريس القبلية والطائفية بتشجيع رسمي!
كتب علي أحمد البغلي :
ظاهرة الأسماء العائلية القبلية هي ظاهرة مستجدة على الحياة الكويتية، ازدادت وازدهرت بعد حل مجلس الأمة عامي 1976 و1981، حيث وقر لذهن السلطة الى تكريس هذه الظواهر، من باب «فرّق تسد»، او من باب الاحتماء بفئة من الشعب في مواجهة فئة اخرى، حيث تركزت المعارضة في يد فئة واحدة اغلبيتهم من «الحضر السنة»، وقد شهدت بعيني قرارا يتخذ بتغيير الاسماء بنسبة ما يجاوز الـ 200 مواطن وعائلاتهم لاضافة اسم الطائفة التي ينتمون اليها، تمييزا لهم ولكي يعرف بعضهم البعض الآخر، ولكي تستدل السلطة عليهم بسهولة!
وردني إيميل عن اسماء الطلبة الناجحين في الشهادة المتوسطة عام 1961 والشهادة الثانوية عام 1965، وكادت تخلو تقريبا من اسماء عوائل تنتهي بالقبيلة أو الفئة والطائفة، مع ان بينهم طلبة ابناء قبائل وطوائف وفئات كريمة، ولكنها كانت تنتهي باسم العائلة او اسم الجد الثالث.
هذه الأمور لم تكرس بشكل واسع في دول مجلس التعاون الخليجي الا في الكويت! حتى المملكة العربية السعودية التي ينتمي بالاصل لها كثير من ابناء القبائل، لا يستخدم اسم القبيلة في التعريف الا في ما ندر.
لا نقول هذا الشيء طعنا بأشقائنا ابناء القبائل، او بغية التمييز والتفرقة بينهم وبين باقي مواطني هذا البلد، بل العكس هو الصحيح، لأن ما يخلق الفرقة والتمييز بين ابناء البلد هو الإصرار على الالتصاق بالقبيلة بدل الوطن، فالوطن هو البوتقة التي يجب ان ينصهر فيها جميع ابنائه.. وهناك بلدان كثيرة سبقتنا في استقبال المهاجرين من كل بلاد العالم، ولكن هؤلاء المهاجرين تمسكوا بوطنهم الجديد واعتزوا بالانتماء اليه، فنحن لا نجد اميركيا اسمه ديفيد مثلا ينتهي اسمه بديفيد الايرلندي او الالماني او المكسيكي او العربي، لكي يتعرف عليه ابناء قومه الاصليون فيتحامون له!
في الكويت تكلم الكثيرون عن هذه الظاهرة المفتتة للحمة المجتمع وهويته الجماعية، ولكن لا حياة لمن تنادي، لا بل ان الظاهرة تفاقمت واستفحلت وازدادت، فأصبح ظل القبيلة والطائفة هو الظل الذي يستظل به المواطن ويأخذ حقوقه السليبة والتي لا حق له بها، كما يغفر له عن سيئاته واخطائه بفضلها!
* * *
وحتى لا نلقي الكلام على عواهنه في استفحال هذه الظاهرة وبتعامٍ رسمي ـ شبه متعمد ـ اطلعنا ـ وبكل اسف ـ على ما نشره زميلنا عبدالله النجار في جريدة الوطن (2011/8/13)، والزميل النجار لا ينطق عن الهوى في كل ما يخص وزارة داخليتنا العتيدة، فهو يعمل في ملاكها الوظيفي منذ عقود!
النجار بين لنا أن السيارة لم تعد وسيلة نقل فقط، وإنما اصبحت وسيلة تعبير عن اصول وفصول ومذهب وانتماء صاحبها! فالشيعة لهم عبارات خاصة في مدح آل بيت تلصق على سياراتهم، والسنة في مدح الصحابة وضرورة توقيرهم وعدم سبهم، والانتماءات الفئوية لها ملصق خاص مثل «الكنادرة».. اما اهم ما كشف عنه النجار، فهو ان كل قبيلة من قبائل الكويت الـ 18 لها رمز خاص او رقم (كود) يميز ابن القبيلة عن غيره! النجار - والعهدة عليه - يقول «ان هذه الرموز والكودات لم توضع على السيارات اعتباطا، وانما لها مدلول، ويساعد على تساهل اي عسكري عندما يرى سيارة مخالفة وتحمل رمز قبيلته، او عندما تحصل مشاجرة يحاول كل من يرى كود قبيلته ان يتدخل لمصلحة صاحب السيارة التي تحمل كود القبيلة».. انتهى.
ونحن نهدي هذا الكلام لمسؤولي وزارة الداخلية الكرام، وننبههم الى ان هناك مادة في قانون المرور، او قرارا، يمنع كتابة اي عبارات او رسوم على السيارة، لم نر اي تطبيق له منذ مدة، مثله مثل حسنة الذكر مواد قانون المرور!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
تعليقات