د.مبارك الذروة يرى الظروف الحالية مواتية لنقل الريادة العربية للسعودية، ونقل مقر الجامعة للمدينة المنورة
زاوية الكتابكتب أغسطس 13, 2011, 1:07 ص 975 مشاهدات 0
الراى
جامعة الدول العربية في المدينة المنورة!
هل ستعود جزيرة العرب بروجاً وأنهاراً كما كانت في الماضي البعيد، وهل يعود مجد الأمة بعودة هذه الجزيرة الثرية بأصالتها وثرواتها وصفاء معتقد أهلها؟ إن الدور التاريخي والمركزي الذي تقوم به دول مجلس التعاون تجاه قضايا الأمة العربية اليوم لا ينكره إلا مشاغب دعي!
والمواقف التاريخية تبقى في سجل الزمن يقرؤها الأحفاد والأجيال المتعاقبة، واليوم حري برائدة الأمة... الشقيقة المملكة العربية السعودية أن تتصدر الأرقام العربية لتكون طيبة الطيبة مدينة رسول الله هي مقر جامعة الدول العربية تزامناً مع الدور الكبير الذي قامت به تجاه الثورة الليبية، ومجلسها الانتقالي وبطولاتها ومبادراتها مع اليمن، وموقفها الشجاع مع الأشقاء في البحرين، ومد يد العون طوال أعوام مضت بين فصيلي المقاومة الفلسطينية «حماس» و«فتح»، ثم مواقفها واياديها البيضاء للبنان الجريح، ولن يكون آخرها الموقف الحاسم لمليكها تجاه الشعب السوري العظيم.
واليوم مجلس التعاون بقيادة الشقيقة الكبرى أو بحسب تعبير صاحب السمو أمير البلاد (الأم) جذب اخوين جديدين لأحضانه هما المملكة الاردنية الهاشمية والمملكة المغربية ليتجمل مجلسنا بعقد الوحدة العربية في نصفه الأول!
والمدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام تمثل منطلقاً عروبياً وإسلامياً داخل المملكة وفي قلب كل عربي مسلم، ففيها توحدت رؤى قبائل العرب تحت جناح النبوة لتواجه المستبد الغازي والجار الخائن، فمنها وبأهلها تم اجلاء اليهود الخونة وبقوة أهلها وتنظيمهم سحقت قبائل البغي والعدوان حتى استقر بها النوى ونامت قريرة العين...
اليوم الفرصة التاريخية مؤاتية لنقل مقر جامعة الدول إلى المملكة العربية السعودية. فالأوضاع بالجمهورية المصرية غير مناسبة خصوصاً في ما يتعلق بأزمة الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية وارهاصات الانشقاق الطائفي فضلاً عن محاكمات الحزب المخلوع وملاكه، مصر تحتاج إلى زمن كي تستقر، ورجال الدولة كثير منهم إما خلف القضبان أو متواري عن الأنظار، وهي تداعيات كل ثورة في التاريخ، من جانب آخر نجد أن خبرة الأشقاء السعوديين في إدارة الملفات العربية الكثيرة والشائكة متواتية وعميقة، فضلاً عن تماسك وترابط النظام الحاكم فيها مما يمكنه من إدارة هكذا ملف.
اليوم هناك أكثر من دولة عربية بلا رأس... مصر وليبيا واليمن وتونس، تفتقد إلى رئيس أو حاكم ليقود التنمية والاستقرار، وهذا الفقدان لأهم عناصر الدولة يعطل عملية تداول القرار داخل أروقة الجامعة، وهو ما يشجع عملية انتقال المقر والريادة إلى المملكة الشقيقة.
قوة القرار السعودي في كثير من مواقفه ومشاهده والثروات التي أنعم الله بها على المملكة، فضلاً عن الطابع الديني والإسلامي الذي تمثله الشقيقة في قلوب المؤمنين، والعلاقات الجيدة مع الغرب والأصدقاء حول العالم تدفع بهذا الاتجاه الذي نتمنى أن تبادر دول الجامعة باقتراحه، ولتكن الأردن والمغرب وفلسطين والجزائر وبقية دول مجلس التعاون سباقة لذلك...
إن التاريخ لا ينتظر أحداً ونحن مقبلون على تحولات كبرى في المنطقة، ليس آخرها أزمة الديون الأميركية وبداية انسحاب الجيوش الدولية من العراق، وكان آخرها إعلان الجيش الاسترالي قبل أيام، ما قد تتشكل معها خريطة العالم العربي الجديد فلتعد الريادة إلى جزيرة العرب، ليس تعصباً للقومية العربية، بل لاستحقاقها اليوم ولظروف المنطقة العربية التي خلفتها وستخلفها أكثر ثورات الربيع المباركة في كل مكان.
من السذاجة توقع انتهاء نتائج الثورات العربية في جانبها السلبي وما تلحقه من دمار لمؤسسات الدولة والنفسية العامة في وجدان مواطنيها، لكن هذا بالتأكيد سينكشف ويزول بعد أعوام عدة تكون فيها الأمة أكثر معافاة ونشاطاً.
لقد أخذت كثير من الدول العربية الريادة والقيادة خلال عقوداً من الزمن باسم القومية العربية، وطلائع التقدم الاشتراكي، أو «البعثي»، كمصر وتونس والعراق. وقد انفق الجيب الخليجي مليارات المليارات على الحروب والسلاح ووقفت مواقف مشرفة مع اشقائها، كما أنفق أضعافها على بناء الأمة العربية بعد الحروب فبنت المدارس والمستشفيات والطرق وشبكات الري، وقدمت المعونات والقروض فدعمت مشاريع كبرى في كل بلد عربي دون استثناء.
اليوم لتكن الريادة بيد المملكة وبرغبة عربية حارة في مدينة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
د.مبارك عبدالله الذروة
تعليقات