القتل في سوريا يرتكز على مدن سنية، والحوار بالبحرين هو الانسب، داهم القحطاني مسجلا ملاحظاته على الثورات العربية

زاوية الكتاب

كتب 1312 مشاهدات 0


الربيع الدامي

داهم القحطاني

يبدو أن الربيع الشامي سيكون مختلفا بشكل جذري عن الربيع العربي ففي تونس ومصر أنتهى الربيع على خير رغم القلائل وفي ليبيا واليمن هناك توازن في القوى بين الحكم وقوى المعارضة ما قد يوصل إلى حل وسط عبر تفاهمات محلية وإقليمية ودولية وفي البحرين يبدو أن الحوار سيكون الوسيلة الأنسب لتحقيق المطالبات الشعبية من دون تغيير بنية الدولة .
أما في الربيع الشامي أو الربيع الدامي فالمواجهة ليست بين معارضة مسلحة أو سلمية مع سلطة إنما وبكل بساطة دبابات ومدفعية ثقيلة وصواريخ محمولة على الكتف تسحق شعب أعزل يطالب بالكرامة والحرية وعبر آلة قتل متنقلة لا تفرق بين إبن درعا وحماة ودير الزور فالجميع عدو للنظام السوري ويتم قتله بخسه مع ملاحظة التركيز على مدن تشكل العمق السني في سوريا كحماة .

ولأن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هي الدول الجارة لسورية , ولأن هذه الدول كانت المبادرة في إنقاذ الشعب الليبي من القتل الجماعي على يد قوات القذافي حين طلبت عقد إجتماع طاريء لوزراء خارجية الدول العربية ترتب عليه قرار دولي يوفر الماية للمدنيين العزل , لكل هذا لم يكن مستغربا أن تبادر هذه الدول  برفض ما يحصل من عمليات قتل في سورية عبر بيان مشارك لدول المجلس سبقه موقف كويتي رافض للمعالجات الأمنية  وتبعه خطاب تاريخي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادة السورية طالبها فيه الإختيار بين الحكمة أو الإنزلاق نحو الفوضى .
الربيع الشامي كشف حقيقة مفادها أن الهدوء في سورية طوال أربعين عاما لم يكن توافقا بين الشعب والحكم بقدر ما كان قمعا منهجيا ومنظما لا يطاق قرر أحرار سورية التصدي له بشكل سلمي وحضاري وهو ما كشف النظام السوري أمام العالم رغم أن المجتمع الدولي صبر طويلا على القمع السوري منذ مارس الماضي حين إندلعت الثورة في مدينة درعا أملا في تحقيق إصلاحات حقيقية تؤدي إلى السلم الأهلي .

المملكة العربية السعودية والتي لم تحتمل بعمقها الإسلامي والعربي تحمل القتل المنهجي للشعب السوري في مدن حماة ودرعا ودير الزور في ظل كلام عن تدخل إيراني في التصدي للثورة السورية عبر قوات من لواء لقدس التابع للحرس الثوري الأيراني تقوم بقتل من يتخلف من الجيش السوري عن قتل المتظاهرين العزل نقلت الأحداث إلى مسار آخر عبر خطاب تاريخي للعاهل السعودي ستشكل ما فيه من مطالبات ونصائح طبيعة المشهد السياسي في هذا البلد المبتلى بهذا النظام الدموي .

المطلوب وبكل وضوح إما أن تقرر القيادة السورية التصالح مع شعبها رغم إستحالة ذلك نظريا أو لتتحمل مسؤوليتها التاريخية في تحويل سورية إلى الفوضى التي تحصل حاليا للأسف أما القول بأن أي تحرك ضد النظام السوري يخدم إسرائيل فتلك كذبة كبرى فجبهة الجولان التي إحتضن ترابها شهداء من دول الخليج شاركوا الشعب السوري الجهاد ضد الصهاينة في حرب 1973 ميلادي , هذه الجبهة نائمة منذ أتى حافظ الأسد لسدة الحكم ولا غرابة فالقتل منذ ذاك الحين  إنتقل إلى مدينة حماة وحاليا إلى كل سورية

 

البلاد

تعليقات

اكتب تعليقك