دول الخليج.... أهدرت دم نظام الاسد وهي حزينة
عربي و دوليأغسطس 10, 2011, 2:37 ص 7072 مشاهدات 0
في الوقت الذي تستعد فيه خلايا قوات خاصة سورية لاطلاق صواريخ علي دبابات إسرائيلية،يتمترس مقاتلون ليطلقوا آلاف الصواريخ علي اسرائيل.اما الدفاع الجوي فيهدد بصواريخ 300S التفوق الاسرائيلي المطلق .وفي الوقت نفسه تناور بعنفوان يسلب الالباب دبابة الصنف المدرع ذات المحرك التوربيني T-80 متباهية بأنها سيدة دبابات القتال الرئيسية في العالم،وهذاالسيناريو المخيف يعكس التغير الدراماتيكي الذي مر به الجيش السوري، فبينما كنا في غفوة استطاع الاسد الوصول لتوازن استراتيجي مع اسرائيل. لكن عمير ربابورت الذي كتب هذا التقرير لجريدة معاريف الاسرائيلية ، لم يكتب ان نظام الاسد في مكان خارج الزمن لاتدق فيه ساعة، أمر بالفتك بأهل حماة بالقوات نفسها .فإذا لم يكن هذا محزنا فأين تكمن التراجيديا!
إذا التزمنا الصمت حملنا وزر النوايا كما قالت الكاتبة السورية غاده السمان،وأعادها مواطنوها بشعار 'صمتكم يقتلنا' لتواطؤ وتباطؤ العالم الذي لم يتحرك إلا بعد ان قتل البعث 1649 شخصا واعتقل اكثر من 12 الف شخص ونزح الالاف. لقد حملنا وزر النوايا في الخليج بصمتنا حتى عبر المجلس مؤخرا عن «الاسف والحزن لاستمرار نزيف الدم' فمالذي دفع المجلس للخروج عن صمته وما هو التحرك الخليجي المستقبلي ؟
لقد كان الرأي الرسمي الخليجي مشوشا لآشهر وأخفق في التحديد الدقيق لرؤيته،فلم يكن واضحا حيال مايجري حتى عبر المجلس عن حزنه، وعبر خادم الحرمين الشريفين عن غضبه، حيث تأسست قناعات المجلس الجديدة على المقدمات التالية:
1.تغلبت نزعة العنف المفرط على النظام السوري بدرجة لا يمكن التنبؤ بتبعاتها.
2..الانتشار الجغرافي الكبير لعمليات القمع المنهجي .
3. زيادة عزلة نظام الأسد بتغير الموقف الأقليمي والدولي، فالإدانات الواضحة ليست من أمريكا والاتحاد الأوربي وتركيافحسب، فقد وصف بان كي مون الأسد بأنه فقد كل مشاعر الإنسانية،بل إن نجاد قال في تقرب حذر لإجماع الشرعية الدولية حول سوريا 'ان من حق الشعوب ان تطالب بالحرية' . تبعها دميتري مدفيديف بمسمار آخر في نعش الاسد حين قال ' ينتظره مصير محزن' .
4.كما ان من اسباب الموقف الخليجي الجديد إيمانها بأن الأمن القومي العربي غير قابل للتجزئة، فحمل في طياته شعور بدقة المرحلة التي تمر بها سوريا، وليس مايروج له البعثيون من وجود محرك غربي للموقف الخليجي .
5.ضغط الشارع الخليجي الذي هاله في شهر رمضان بشاعة النظام البعثي ووصول الضغط حد المطالبة بطرد السفير السوري،بل واستفتاء العلماء في هدر دمه .
إن من أسباب حزننا أن معادلة دول المواجهة ودول المساندة التي اقنعنا البعث بأنها معادلة ذات مجهول واحد كانت معادلة بمتغيرات عدة فقد كانت ابتزاز متقن لاموالنا، ودبابة تصب حممها على ريف دمشق لا الجولان،واخيرا تهديد بالعبث بالاستقرار الطائفي في مجتمعاتنا .
أما مستقبل التحرك الخليجي فيعرف من يتعاطي تحليل العلاقات الدولية أن الدخول في نوايا الدول أمر أقرب للعبث،ويحل محله معرفة قدرات تلك الدول و مايمكن ان تحققه ،وفي ذلك نرى ان بيان المجلس سيكون فتوى باهدار دم النظام البعثي في سوريا على يد الشرعيىة الدولية، مماثلا لما تم في ليبيا.كما سيتدرج خطاب الانذار الخليجي من'إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به' الى فتح جبهات مقاطعة،وطرد من الجامعة العربية، يتبعها سحب السفراء بدعوى التشاور و تلك مسميات دبلوماسية مهذبة لما هو أكثر قسوة،يرافقها حرب إعلامية تحطم الطغاة فنتحلل من وزر النوايا.
تعليقات