محمد مساعد الدوسري يتهم التيار الوطني بعقد الصفقات مع الأنظمة المستبدة
زاوية الكتابكتب أغسطس 8, 2011, 12:56 ص 994 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال
نفوق التيار الوطني
كتب محمد مساعد الدوسري
يوماً بعد يوم، يتأكد للكويتيين حجم الكذبة التي خدعنا بها البعض لسنوات طوال عن ورثة التيار الوطني ودورهم العظيم في الساحة السياسية، فكل يوم سقطة أو صفقة أو صفاقة أو تنكر لكل دور وطني أو عروبي أو إسلامي، وكل ذلك في سبيل تعزيز ثروات بعض الحيتان من تجار هذا التيار، ممن سيطروا على البقية فيه واصبحوا الموجهين لدفة سياساته في السنوات الأخيرة، ولعل ما جرى على خلفية التجمع الحاشد في ساحة الإرادة الأخير للمطالبة بطرد السفير السوري، وما أثاره النائب محمد هايف من طلب فتوى لإهدار دم السفير، أقول لعل ما جرى في هذا التجمع يعتبر آخر سقطات هذا التيار الذي “ساب الحمار ومسك بالبردعة” على قولة إخوتنا المصريين.
التحالف الوطني وهو القائد في هذا التيار الوطني، يتألف من قيادات وقواعد التجمع الوطني الذي يتكون من عدد من التجار ومن ينتمون لهم، فضلاً عن بعض المستقلين والليبراليين والعلمانيين، إضافة إلى مجموعة من القوميين وبعض رموز اليسار وبعض الناصريين الكويتيين ، بينما يدخل في مظلة التيار الوطني جماعة المنبر الديمقراطي، وكل ما سبق هو عبارة عن تحالف كبير فضفاض، يدخل فيه من يريد متى ما توافقت مصالحه معه، ويخرج منه متى ما كانت المصالح متخالفة، فهم ليسوا شركاء بالمغرم والمغنم، فشراكتهم تقتصر على المغنم فقط، وعلى الرغم من كل ذلك، هل استوعبتم ما يربط كل هذه الجماعات التي ذكرت أعلاه، أنا شخصياً لا أعرف ما هو الرابط بينهم.
التيار الوطني مجهول الروابط، جاء بقضه وقضيضه ليرد على النائب محمد هايف الذي طالب بسؤال أهل الفتوى عن مدى إمكانية هدر دم السفير السوري، ومع اختلافي مع هذا المطلب لاعتبارات عديدة أهمها عدم حرف الأنظار عن القضية الأساسية وهو الثورة السورية، إلا أن هذا التيار الوطني مجهول الروابط ترك لب القضية وهي ما يجري من مذابح في سوريا بحق الشعب هناك، وتمسك بما جاء على لسان النائب محمد هايف، وهذا والله لأمر مضحك، فهم لم يستطيعوا أن ينصروا الشعب السوري وبينهم القوميون ودعاة حقوق الإنسان والناصريين، وجمعتهم كلمة يرون فيها فرصة للهجوم على التيار الإسلامي، أو هي فرصة لتلميع صورتهم أمام بعض قواعدهم التي تناصب العداء للنائب محمد هايف.
هذا التيار الذي لم يصدر منه سوى بيان يتيم من المنبر الديمقراطي يدينون فيه قتل الأبرياء في سوريا، وهذا أمر يشكرون عليه، لم يستطع أن يتحرك لنصرة الشعب السوري، ولم يقم أي فعالية للتعبير عن التضامن مع هذا الشعب، بينما نراهم يتسابقون للإعراب عن فرحهم لمقتل أسامة بن لادن، حيث جاءت التهنئة على لسان مرشحة التحالف الوطني السابقة د.أسيل العوضي، وذلك بعد مقتل بن لادن بثلاث ساعات فقط، بينما تستمر آلة القتل البعثية في إبادة الشعب السوري منذ خمسة أشهر وهم ساكتون كأن على رؤوسهم الطير، وتتسابق جمعيات النفع العام التي تقع تحت سيطرتهم للتبرع لضحايا زلزال اليابان، مثلما قامت بذلك الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، ولا تجد هذه الهمه من قبلهم عندما تشرد السوريون الأقرب ديناً وعرقاً لنا واستقبلتهم مخيمات اللاجئين في تركيا ولبنان، بل إنهم بعيدون حتى عن فعل الخير للصومال، فهل هذا التيار يعاني من الرقي لدرجة عدم اهتمامه بالشعوب المحتاجة العربية المسلمة؟، أم أن شعوب اليابان وضحايا 11 سبتمبر أقرب لهم فكراً من العرب والمسلمين؟.
لا أتوقع تحركاً من هذا التيار المسمى زيفاً بالوطني، فهذا التيار قد وقع رهينة للتجار، ومنهم من ناصر حزب الله اللبناني المتواطئ مع النظام البعثي في إبادة الشعب السوري، فأموال هؤلاء التجار المسيطرين على هذا التيار والتي تبخرت في مصر، والمتجهة للتبخر في سوريا، هي أهم من أي شيء وطني أو قومي أو إسلامي لديهم، فهؤلاء الحيتان من تجار هذا التيار اصبحوا قاب قوسين أو أدنى من النفوق، ومن يدعم حزب الله اللبناني صراحة هو يدعم النظام البعثي في سوريا، بل إنه يدعم حتى حزب الله العراقي الذي هددنا أمس باستهدافنا صاروخياً، فكل حزب للشيطان في المنطقة هو متواصل مع بقية أفرعه، وكلهم مدعومون من نفس الدولة.
قليلاً من الحياء يا سادة يا من تنتمون للتيار الوطني مجهول الروابط، ففضائحكم وصفقاتكم وتواطؤكم مع الأنظمة المستبدة خدمة لرؤوس أموال تجاركم لم تعد تخطؤها العين، واتركوا عنكم محمد هايف وغيره، وقولوا لنا، هل أنتم مع الشعوب المضطهدة، أم أن أموالكم المرهونة لدى الطغاة أهم؟.
تعليقات