منطقة صباح السالم تئن من فوضي عمليات التجديد والترميم .. فحوى مقالة حسن الموسوي
زاوية الكتابكتب أغسطس 5, 2011, 1:04 ص 895 مشاهدات 0
القبس
الترميم والتجديد في منطقة صباح السالم
كتب حسن الموسوي :
أتذكر أثناء الدراسة في الولايات المتحدة الاميركية بعثت شركة بناء المجمعات إلينا والى جميع الساكنين في المجمعات السكنية انذارا notice للخروج من المجمعات الساعة 9 صباحا وعدم العودة الا بعد الساعة 5 مساء واخذ كل ما هو غال وثمين، وذلك لعمل صيانة كاملة لجميع المجمعات من تغيير كيبلات الكهرباء وحفر وترميم وصبغ وتنظيف وتبليط، وقمنا بما هو مطلوب منا، وعند العودة لم نصدق ان جميع هذه الاعمال قد تمت خلال 8 ساعات وان كل شيء عاد او ظل كما هو من دون تغيير! وبعد مرحلة عدم التصديق، تأكد لنا انه فعلا تمت جميع هذه التصليحات والترميمات خلال 8 ساعات من دون اي ازعاج او دمار.
نروي هذه الحكاية ونحن نرى اعمال التجديد والترميم في المناطق السكنية، والفرق بين العمل هناك وهنا، فها هي منطقة صباح السالم تئن من الصراخ لهذا الدمار والخراب يستنجد اهلها بالمسؤولين لإنهاء هذه المعاناة.
لقد بدأت الشركة اعمالها في المنطقة ما يقارب سنة، وذلك لتحديث وتطوير شبكة الصرف الصحي وتبديل اعمدة الانارة وتركيب خطوط الهواتف، الا ان ما نراه اليوم خراب اكثر منه اعمار، فالشوارع كلها حفر والارصفة كلها مكسورة بعد ان تم تبليطها العام الماضي، والنفايات والاوساخ والرمال تغطي الشوارع كلها، مما دعا الكثير من المواطنين للدفع من مالهم الخاص لتصليح وتنظيف ما دمرته الشركة.
والملاحظ أن عمال الشركة افراد مساكين غير مؤهلين لمثل هذه الاعمال، ونجد كذلك انه لا يوجد اي تنسيق بين الشركات في العمل، فشركة تدفن وشركة تحفر الدفان نفسه، والجميع لا يعلمون ما هو مطلوب منهم، ولا يعلمون متى سينتهي العمل، وإن سألنا احدا اجاب: هذا مشروع قومي يدخل ضمن التنمية.
يا سيدي نحن مع التنمية ونريد تنمية البلد وتطويره عقولا ومدنا ولكن لا نريد هذه الفوضى واللامبالاة والقذارة والاوساخ التي تجمعت في جميع انحاء المنطقة.
ان المتتبع لأعمال الشركة يرى ان العمل يجري من دون حسيب او رقيب، فلو كان هناك من يتابع ولا يتسلم العمل إلا بعد الكشف والتأكد لم حدث كل هذا التأخير والدمار، وهناك من يتهم الجهات المختصة بالتواطؤ مع هذه الشركات وتسلم الرشى في تمرير او تأخير العمل ولا نعلم مدى صحة هذا الكلام.
وحقيقة القول ان اي عمل يحتاج الى برنامج وخطة عمل وجدول زمني والانتهاء اولا بأول، مرحلة وراء مرحلة، وعدم ترك المخلفات كما هو جار الآن في منطقة صباح السالم ومحاسبة اي تقصير او تأخير.
ويلاحظ ان هناك الكثير من مدن العالم مضى على إنشائها اكثر من 300 سنة ولم يتم حفر قطعة شارع منها او تغيير بلاط واحد من ارصفتها الا عندنا بالكويت حيث عملية التغيير والتكسير مستمرة طول السنة، وعندما يتم التغيير يكون القديم احسن.
وكلنا امل من المسؤولين ان يضعوا نصب اعينهم مصلحة البلاد والعباد، ومراقبة اعمال الشركات وعدم تركها من دون حساب او عقاب.
د. حسن الموسوي
تعليقات