الحكومة العراقية أسد على الكويت ونعامة أمام إيران.. فحوى مقالة عبداللطيف مال الله اليوسف
زاوية الكتابكتب أغسطس 5, 2011, 12:59 ص 756 مشاهدات 0
القبس
بين الفكة والوندة
كتب عبداللطيف مال الله اليوسف :
لم نكن في يوم أعداء للعراق بقدر ما كان العراق عدواً فيه لنفسه، بل إننا كنا، وما زلنا وسنبقى، أكثر حرصاً من بعض ابنائه عليه. فعندما تعاون بعض من أبنائه من سكان الشمال طيلة عقود الثلاثينات والأربعينات والخمسينات مع العدو الإيراني اثر فراغه من احتلال اقليم الاحواز العربي، رأينا في هذا التعاون مرامي وأهدافاً ليست في مصلحة العراق ككيان متحد في كل الأحوال، فقد أرادت إيران من هذا التعاون ان يكون آنيا يخدم مرحلة معينة ريثما تنصهر الاحواز في البودقة الايرانية، وليتسنى لها انهاك الدولة العراقية، تمهيدا لتقدمها على حساب الارض والمياه العراقية انتهت بتوقيع اتفاقية الجزائر في عام 1975 وامتداد الحدود الإيرانية إلى منتصف شط العرب، حينذاك توقف دعم إيران لأكراد العراق، بل ان جهودها تحولت الى النقيض، فبدأت عملية الاستئصال والمطاردة لحلفاء الأمس، وإن كنا لا نستنكر على الجانب الإيراني هذه المخططات، فاننا نستنكر على الجانب الكردي هذه السذاجة في التوجهات، حيث لا يعقل ان يخطط الأكراد لاقامة وطن قومي يقتطع أربعة أجزاء من أربع دول تعيش فيها الأقليات الكردية، وإيران احداها وتبقى هذه المخططات خافية على الدولة الإيرانية، أما وقد حدث ما حدث فعلى من شارك في احداث هذا الصدع ان يتحمل عواقبه، فها هي إيران تضرب ذات اليمين وذات الشمال جانبا متصدعاً غير واثق بنفسه، فالاكراد لم يتوقفوا عن العمل الفعلي في توسيع إقليمهم الذي تحدد لهم في فترة الستينات والسبعينات إبان حكومة عبدالرحمن البزاز وما بعدها، وهم في الوقت نفسه لا يملكون القوة الرادعة للحد من الغلواء الإيراني على أراضي اقليمهم وطرد سكانه منه. من جانب آخر، فإن الدولة العراقية القادرة على التصدي لهذا العدوان قد مضى وطرها وانفرط عقدها ما بين حكومة تستمد قوتها وبقاءها من الدعم الايراني لها، فتغض الطرف تارة عن احتلال ايران لبئر الفكة النفطية، وتارة أخرى عن اعتداءات إيران على نهر الوندة وبقية الروافد التي تغذي الأنهار العراقية، وما بين قوى معتدلة سنية وشيعية ترى أن حكومة حزب الدعوة الحاكمة قد اختطفت نتائج الانتخابات النيابية منها، عبر فبركة الاحتكام إلى المحكمة العليا لتفسير معنى الأغلبية الواردة في الدستور العراقي. إزاء هذه الفوضى وهذا الاضطراب في القوى العراقية وازاء هذا العدوان الإيراني الذي لا قبل لبغداد به كانت عملية الهروب تنفيسا للعراق من واقع لا يطاق، فتم تحميل الكويت مغبة ما سيعانيه من ضائقات مالية ومعيشية ستنشأ نتيجة ممارسة الكويت للأعمال السيادية بإقامة ميناء مبارك الكبير على الأراضي الكويتية.
عبداللطيف مال الله اليوسف
تعليقات