هيلة المكيمي ترى فى بيان التبرؤ لأعضاء المنبر والتحالف صراعا طبقيا يعيشه التيار الوطني

زاوية الكتاب

كتب 1468 مشاهدات 0


النهار
حياد إيجابي
المنبر الديموقراطي وصراع الطبقات!
د. هيلة حمد المكيمي    

   
بيان التبرؤ الذي صدر في 22 يوليو الماضي من قبل مجموعة من اعضاء المنبر الديموقراطي والتحالف، الذين تبرأوا فيه من صفقات التيار الليبرالي الاخيرة في الهيمنة على المناصب الحكومية لاتزال اصداؤه مؤثرة وقوية على المشهد السياسي، بل على السجال والردود لاسيما من قبل كل من عبداللطيف الدعيج واحمد الديين - مع الفرق الشاسع في التناول العلمي الذي تميز به الديين - اضاف الكثير الى الموضوع وكشف حالة التردي العام التي وصل اليها التيار الوطني وتحتاج الى وقفة جادة للتحليل.
وابرز نقطة استوقفتني في البيان والردود عليه هي حالة الصراع الطبقي التي يعيشها التيار الوطني ما بين مجموعة اقتصادية متنفذة، مجموعة بسيطة من الطبقة الوسطى التي تشكل الوقود الحقيقي في الانتخابات، وهذا الصراع الخفي يتناقض مع ما ينادي به التيار من المساواة والمواطنة الدستورية. على الرغم من فخرنا واعتزازنا بالاباء المؤسسين، الا ان الافراط في استخدامهم كمرجعية، يؤكد التفكير «الماضوي» للعقلية العربية، كما يؤكد الصراع الطبقي داخل التيار، فهذه المجموعة تفتقد الثقة بالنفس لأنها تؤكد انها ترفض ممارسة التيار الليبرالي الحالي دون الحاجة او الاشارة الى تاريخ الرواد الاوائل التي تم تكرارها في اكثر من موقع ومنها :
«الرواد الأولون الذين قاوموا كل أشكال وأنواع الإغراءات التي كان يمكنهم استغلالها أفضل استغلال للحصول على مكاسب آنية ولكنها ستكون بكل تأكيد على حساب مستقبل الأجيال القادمة، على الرغم من كل تلك الإغراءات إلا أنهم قاوموها بكل اقتدار وفخر نعتز به إلى يومنا هذا الذي أصبحت فيه الذمم أوسع من أن يستوعبها تاريخ الآباء المؤسسين للديموقراطية الكويتية».
وقد تجلى بوضوح الصراع الطبقي في النظرة الدونية التي عبر عنها الكاتب عبداللطيف الدعيج للاسماء الموقعة - على الرغم من علمه أهمية المناصب التنظيمية التي احتلتها تلك الاسماء داخل الحركة الليبرالية وهذا ما أكده احمد الديين - كونها تنتمي الى الطبقة الوسطى وليست الى الطبقة التجارية، حيث وصفها بانها اسماء غير معروفة وعدد قليل لا يتعدى اصابع اليد.
بقى ان نؤكد ان اسراف البيان في الاشارة الى الماضي سواء برموزه او بما يسمى «تاريخ الحركة الوطنية» يفقد الحركة الاصلاحية داخل التيار الليبرالي عنصر المبادرة والروح الشبابية وطرح الجديد الذي يكسبها ارضية مهمة للتأثير في المشهد السياسي، وهذا يعد احد ابرز الاسباب الرئيسة لقدرة التيار المعارض ذي الثقل القبلي الذي يقوده النائب مسلم البراك ان يخلق حالة من التأثير في الشارع الشعبي المعارض، واصرار هذا التيار على تسمية النائب احمد السعدون بالرمز ليس من باب تقليد التيار الوطني، ولكن فقط من اجل التأكيد على ان لهذا التيار شعبية لدى الحضر وينتفي منه صفة القبلية السياسية التي تتعارض بكل تأكيد مع كل المطالبات بتحقيق دولة القانون والدستور.. وللحديث بقية!

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك