بإيحاءات واضحة، يكتب جعفر عن علي الخليفة 'سارق تناكر البنزين'

زاوية الكتاب

كتب 2137 مشاهدات 0


التاريخ 2 /8/ 1990 ... الناس في ذهول، الدبابات تتقدم من الشمال، و«الجيبات» تتجه جنوبا، فجأة تحولت دولة الكويت الى محافظة تابعة للعراق!
وسط الذهول، والخوف، والرعب، والشجاعة، كانت ابتسامة المواطن أمين تنير وجهه، لقد اعتبر الغزو معجزة إلهية، واستجابة لدعائه، في ان ينزل الله عليه رزقا من السماء من حيث لا يحتسب، ولا يحاسب، ولا يلاحق!
منذ اللحظة الاولى للغزو تحرك امين، وفي الحركة بركة، ركب سيارته واتجه الى منطقة «الري»، «درعم»على افخم معرض سيارات، سرق عشر سيارات جديدة «بقراطيسها»، وباعها فورا على وافد عربي، هربها للخارج، قيل لماذا يا امين؟ قال: لو لم ابعها وارسل اموالها لصاحب الشركة، لسرقها عدي وقصي، و«كشخا» فيها بشوارع بغداد!
امين سمع بالمقاومة، ومعارك هنا وهناك، قتلى وشهداء، فتسلل الى مخازن السلاح، وضع جميع الاسلحة في سيارته، وباع بعضها للمقاومة بدعوى انه وسيط، واخفى البقية لبيعها بسعر اعلى، قيل له هل تبيع السلاح للمقاومة؟ فقال: المقاومة بحاجة الى ثمن!
امين مع مجموعة من الاصدقاء، اقتحموا بنكا، نظفوا الخزنة، كان يملك المفاتيح والارقام السرية، سألوه كيف يا امين تصبح سارقا، وتسرق البنك؟ فقال: لو لم انظفه لنهبه العراقيون، وانا اقترض فقط لاغير لدعم المقاومة!
أمين سرق تنكر «ابوكمال»، وكان هذا كل ما يملكه في الدنيا، تحرك امين باتجاه محطة الوقود، ملأ حمولتها بالبنزين بدلا من الماء، واوصلها البصرة وباعها على اقرب مهرب عراقي، قيل له انه نفط الكويت يا امين، فقال يا اخي، لو لم نبعه ونأخذ امواله لاخذه العراقيون ببلاش!
امين بعد ان نظف البلد، والمؤسسات، والشركات، مر على البيوت، يسرق من بيت جاره جهاز فيديو، ومن بيت عمه تلفزيونات، واستمر في عمليات السرقة والنهب، مدعيا انه يحافظ عليها في سرداب بيته، حتى لا ينهبها الغزاة!
كون ثروته بعرق جبينه، وهرب الى الخارج، مدعيا ان المخابرات العراقية كشفت تحركاته، قيل له ماذا فعلت يا امين مع شعبنا في الداخل؟ فحكي لهم عن بطولاته ومقاومته، وكيف قتل عشرة عراقيين برصاصة واحدة، وكيف كان يزرع الخس في البيت لدعم الاقتصاد المحلي، وللتمويه على الاسلحة التي خبأها تحت الارض، وكيف هرب المقاومة من السجون، ودفع لاخراجهم من المعتقلات بحر ماله، وكيف اعتقل وعذب في سجن ابو غريب وحفر نفقا الى البصرة وعاد للكويت، وكيف تسلل في الليل وفجر رادارات القوات العراقية، وكيف تسبب في تخريب عشرين طائرة «ميغ» عراقية وهي في المطار بفضل تسلله خلف خطوط العدو وهو على ظهر بعير؟!
وتساءل الناس مستغربين، كيف استطعت ان تقتل عشرة بطلقة واحدة؟ يرد امين: انه سر! كيف خربت الطائرات؟ يرد امين: انه سر!! كيف هربت وحفرت يرد امين: انه سر! اين ذهبت بأموال تناكر البنزين يا امين؟... ويرد امين على كل سؤال انه «سر»!


جعفر رجب
[email protected]

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك