على خلفية قضية القبول.. عبداللطيف الدعيج يرى الحل الأمثل في رفع رواتب العمالة الفنية لتشجيع الكويتيين على الانخراط فيها

زاوية الكتاب

كتب 533 مشاهدات 0



القبس

الآلاف لمن يعرق
كتب عبداللطيف الدعيج :
   
المشكلات التي يواجهها المجتمع الكويتي تكاد تكون جميعها غير طبيعية، وخارج امكانات الدراسة او المعالجة الواقعية والعادية. لذلك ربما يجب البحث عن حلول «سوبر»، او قرارات وقوانين «قراقوشية» غير طبيعية للتوافق مع هذه المشكلات غير الطبيعية، ايضا. واذا كان حل الامس للراغبين في الالتحاق «عنوة» بالتعليم الجامعي يسقتضي تقعيدهم في البيت لانهم في نهاية الامر سيقعدون فيه بلا عمل، حالهم حال بقية موظفي الجهاز الحكومي، فإن حل مشكلة البطالة وازدياد العزوف «الوطني» عن العمل يحتاج هو الآخر الى قرار غير طبيعي واسلوب جنوني ربما يتفق مع الميزانية المجنونة التي اكل ثلثها حتى الآن الموظفون البطالية.
لماذا لا تتولى الحكومة تشجيع العمل الفني؟ بل السؤال الاساسي: لماذا لا تتوقف عن دعم العقلية القديمة المترفعة عن العمل؟ خصوصا اليدوي منه. لماذا ندفع لمن لا نحتاج لا لعملهم ولا حتى لوجودهم اصلا رواتب اكثر ممن يعملون وممن يُشغلون ويحركون كل شيء في المجتمع؟ اصلا، كيف يتساوى، او بالاحرى، يتفوق من يقضي وقته جالسا في البيت او مسترخيا في المكتب مع من يكدح ويعرق لينتج لنا الكهرباء او الماء او ينظم السير في ساعات، بل ايام وشهور القيظ؟!
بوضوح اكثر، لماذا لا ندفع كل ما هو مطلوب من اجل اغراء الكويتيين للعمل في الوظائف الفنية، وكل ما هو مطلوب يتضمن رفع رواتبهم او مكافآتهم عشرات المرات، ان لزم الامر؟ يعني اذا ألف دينار ليست كافية لاغراء كويتي او كويتية للالتحاق بسلك التمريض، على سبيل المثال، فلماذا لا نرفع الراتب الى الفين وثلاثة وخمسة آلاف ان لزم الامر؟ مرة ثانية قد تكون هذه حلولاً مجنونة، ولكنها في النهاية لا تتوافق والجنون الكويتي الحكومي والشعبي فقط، بل انها تبدو حلا معقولا في النهاية، لانها ستوفر الكثير. ستوفر الراتب المهدر على من سيقعد في البيت وستوفر راتب الوافد الذي سيؤدي عمله، وستوفر ايضا في الدعم الحكومي للمواد والخدمات، الذي يستهلكه الوافد الذي يحل محل غير العامل والمترفع عن الانتاج من المواطنين.. وفي النهاية ستريح الحكومة من حنة الفطاحل من النواب.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك