عبداللطيف العميري يروي إيجابيات محنة الغزو، ويأسف لأننا لم نتعظ من محنة الاحتلال

زاوية الكتاب

كتب 699 مشاهدات 0


الأنباء
محنة الغزو.. وما اتعظنا!
الأربعاء 3 أغسطس 2011 - الأنباء


يوم امس مرت علينا الذكرى الحادية والعشرون للغزو العراقي الغاشم ولعل تاريخ 2/8/1990 لا يمكن ان يمسح من ذاكرة اهل الكويت الذين ذاقوا مرارة وقسوة هذا الغزو الآثم، ولعلي استذكر ايام الاحتلال يوما بيوم فقد عايشته داخل وطني الحبيب الكويت فقد كان التفاؤل يغمرني بأننا سنخرج من هذه المحنة اقوى واصلب مما كنا عليه وان الزلزال الذي اصابنا سيجعلنا اكثر اصرارا وعزما على تجاوز الكثير من المشاكل المزمنة التي كنا نعايشها فقد كان الناس اثناء الاحتلال قريبين من ربهم وتوجهوا الى المساجد وغلب عليهم التدين والتوجه الى الله ان يرفع عنا هذه الغمة، وقد كان الطرف الآخر من اهل الكويت في الخارج مع القيادة الشرعية اجتمعوا في جدة اثناء الاحتلال واتفقوا على ضرورة تطبيق الشريعة وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولكن للاسف بعد التحرير لم يحدث ذلك ولم نستفد ونتعظ مما حصل.

اثناء الاحتلال كنا نعتقد ان الكويت ستعتمد على ابنائها في بناء الوطن بعد ان غادر معظم الوافدين وستكون الفرصة سانحة لتعديل التركيبة السكانية ليكون الكويتيون اكثرية في بلدهم ولكن هذا لم يحصل بل رجعت الكويت بعد الاحتلال واصبح الكويتيون اقلية اكثر مما كانوا عليه والبركة في الحكومة التي لا رؤية لها وتتساهل مع تجار الاقامات والمتنفذين الذين يعبثون بأمن البلد واستقراره، كنا نظن اثناء الغزو أن الكويتيين سيكونون كتلة واحدة وشعبا واحدا متماسكا متعاضدا ولن يفرقنا شيء بعد ذلك ولكن عدنا وللاسف وقد نخرت فينا الطائفية والقبلية والفئوية والمناطقية والحزبية في ظل عجز حكومي احيانا وتواطؤ وتعمد احيانا اخرى، لقد وقع علينا الظلم اثناء الغزو وذقنا مرارته وكنا نتصور اننا سنقف ضد كل ظالم ومع المظلومين بعد المحنة ولكننا نرى هذه الايام حكومتنا تقف مع الظلمة والقتلة والانظمة الجائرة التي تفتك بشعوبها وكأن ذلك لم يحصل لنا في يوم من الايام.

كنا نظن اثناء الاحتلال أن تبدأ العدالة الاجتماعية، وأن تكافؤ الفرص هو الذي سيسود بعد التحرير ولكن عدنا وقد دمرتنا الواسطة والمحسوبية والصفقات السياسية ودمرت طموح الشباب الكويتي الذي يريد ان يكون الاداء والجهد هما المقياس ولكن حكومة الفساد والمحاصصة والصفقات قتلت كل هذه الاماني.

كنا اثناء الاحتلال نعتقد ان الشعب الكويتي سيكون مقدرا ومقدما عند حكومته ولكن جئنا بعد الغزو وجاء اليوم الذي شاهدنا الحكومة وهي تضرب ابناء هذا الشعب ونوابه بالعصي وتدوسهم بالاقدام دون ان تعتذر او تندم على ما فعلت.

الكثير من الآمال والامنيات كانت تراودنا ونحن تحت الاحتلال، والتفاؤل كان يغمرنا بأن نخرج أقوى وأحسن مما كنا عليه ولكن للاسف لم نتعظ ولم نستفد من مرارة هذا الاحتلال ولا ادري ماذا نريد ان يحل بنا حتى نعتبر؟!

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك