الدعيج يعتبر تدخل الحكومة الكويتية في إقالة رئيس تحرير'الصباح' اعتداء على حرية الرأى

زاوية الكتاب

كتب 1874 مشاهدات 0


القبس
كويتي أو عراقي.. حرية الرأي لا تتجزأ
كتب عبداللطيف الدعيج :
   
أصدرت هيئة الأمناء التابعة للحكومة العراقية قراراً بإقالة رئيس تحرير جريدة «الصباح» عبدالستار البيضاني لـ «نشره مواد صحفية تسيء إلى العلاقات العراقية – الكويتية». وجاء قرار الإقالة بعد سلسلة اعتراضات تقدمت بها الكويت على مواد صحفية ومقالات سَمح البيضاني بنشرها.
هذا ما نشرته الزميلة «الجريدة» يوم امس الاول، وملخصه ان الحكومة العراقية اقالت رئيس تحرير الصحيفة لان الكويت احتجت على ما ينشر! يعني صرنا سوريا الاسد، او مصر السادات، نتدخل في انظمة الدول ونسعى الى التضييق على حرية الراي فيها. ولو كان تدخلنا لمصلحة الشعوب ومن اجل مزيد من الحريات التي يدعمها نظامنا الديموقراطي لتقبلنا بل وساعدنا في الامر، لكن المؤسف ان التدخل على عكس ذلك تماما، من اجل المساهمة في قمع الحريات وتوفير حجج او فرص لهذه الحكومة او تلك للحجر على مناوئيها والمعارضين الابرياء لها.
كأننا ناقصين.. العراقيون، كما يحاول ان يوهمنا البعض، مبدئياً ليسوا معنا واغلبهم يبحث عن الشارة حتى يطلق عنجهيته ويكشر عن انيابه ضدنا، وحكومتنا ليست بحاجة ولا مدعوة لتوفير المبررات للمتربصين بنا والساعين الى تعميق الخلافات الكويتية العراقية وخلق الازمات الدائمة بين البلدين.
حتى بافتراض ان السيد رئيس تحرير الصحيفة العراقية الذي تسببت حكومتنا في اقالته كما زعم الخبر، بافتراض انه مفترٍ وكذاب وعدو للكويت والعراق ايضا. فانه ليس من حق حكومتنا ولا من شأنها ان تعترض على وجهة نظره، وان قبلنا بهذا فانه ليس لها حق على الاطلاق الطلب من الحكومة العراقية «معاقبته». ليس لان ذلك تدخل في شؤون العراق فقد بينا ذلك، ولكن لان ذلك ايضا تعدٍّ على النظام العام هنا وانتهاك للمبادئ الديموقراطية والمواد الدستورية التي تشكل قواعد الحكم في البلد. اذا كانت حكومتنا مؤمنة بحرية راي مواطنيها فانها ستؤمن بالضرورة بحرية رأي الغير. والامر مطابق ان نظرنا اليه من الخارج، فالحكومة التي تتسبب في الحجر على حرية صحافي وفصله في بلد اجنبي ستكون اكثر حدة واسرع حركة تجاه مواطنيها ومن يعترض على سياساتها منهم.
لهذا نحن نعترض على التدخل الحكومي المزعوم، ونتمنى ان يكون الخبر غير صحيح او حدث لبس فيه. وحكومتنا تبعا لهذا مدعوة لنفي الخبر وتصحيح اللبس.
***
لزقة شيخ

لزقة عنزروت.. هي اللزقة القوية التي لا تنشلع او تنقلع، وتستخدم عادة لعلاج آلام الظهر او الشد العضلي، وعنزروت، والله اعلم، كلمة اعجمية ربما تعود الى بلاد فارس. والكويتيون يطلقون هذا الاسم على الشيء او الشخص الذي يرفض ان «يفك» او يتحلحل من مكانه. هذه الايام ليس المفروض تسمية الشيخ طلال الفهد بلزقة عنزروت، بل اعتقد ان الامر بلغ مدى يستوجب ان نسمي لزقة عنزروت بـ «لزقة الشيخ».
قوانين، وتظاهرات واحتجاجات، وقطع دعم وامدادات، ومع هذا فان الشيخ طلال متمسك برئاسة الاتحاد ويرفض ان يفك. نحن كنا ولا نزال حتى اليوم في غنى عن خدمات «الشيخ طلال»، عندنا عبدالعزيز المخلد واحمد السعدون ومشاري العنجري وكان عندنا الله يرحمه براك المرزوق، ولا عندنا شد عضلي ولا حتى آلام بالظهر، لكن عندنا الشيخ طلال.. يرفض ان يفك ويأبى ان يتزحزح. صدق «لزقة شيخ»!

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك