ذعار الرشيدي يحذر من الآثار الاجتماعية المدمرة لرفع سقف راتب الالتحاق بعائل إلى 500 دينار

الأنباء
الكويت.. بلد المليون عازب
السبت 30 يوليو 2011 - الأنباء


الأثر الواضح والمباشر لرفع سقف راتب الالتحاق بعائل إلى 500 دينار هو زيادة نسبة عزابية البلد، لا أعرف من هو الذكي الألمعي العبقري الفذ صاحب فكرة رفع حد راتب الوافد الذي يطلب سمة التحاق بعائل لزوجته أو أي من أبنائه من 250 إلى 500 دينار، ولكن الذي أعرفه ان الأثر سيكون مدمرا بل وخطيرا على أكثر من وجه ولا أعتقد ان هذه الحقيقة غائبة عن أباطرة وزارة الداخلية.

نعم هناك من يستغل كروت الزيارة لأغراض غير التي منحت له، ولكن وزارة الداخلية وبرفع سقف الراتب هنا هي تصدر عقابا جماعيا ضد كل وافد راتبه أقل من الـ 500، وهذا فيه من الظلم الشيء الكثير، بل والواضح البين الذي لا يمكن ان يقبل به عاقل، المفروض هو ان تتم معاقبة كل من يسيء استغلال سمة التحاق بعائل لا ان يتم اصدار قرار أشبه ما يكون بالعقاب الجماعي.

وزارة الداخلية تعالج خطأ بعض الوافدين بخطأ عقاب كل الوافدين، فأكثر من 80% من الوافدين العاملين في البلد رواتبهم أقل من الـ 500 دينار. الخطأ هنا ان وزارة الداخلية ترتكب كارثة ان تجعل 80% من الوافدين «عزابا» فإذا كان لدينا 2.2 مليون وافد، أكثر من 1.5 مليون منهم ذكور 80% منهم رواتبهم تقل عن الـ 500 دينار فكأننا نريد ان يعيش بيننا أكثر من مليون وافد عازب، هل تعي وزارة الداخلية هذا؟ بل هل تعي انها تحيل البلد إلى سجن كبير جدا للوافدين وانهم بقرارهم هذا يضربون بقوانين حقوق الإنسان عرض الحائط، ويرتكبون جريمة اجتماعية. ولا أريد ان أدخل في تفاصيل مقززة هنا عن طبيعة الجرائم التي يرتكبها العزاب، أي ضابط «نجمة» يعمل في مخفر بأي منطقة سكنية يمكن ان يبلغكم بكوارث، أعتقد اننا في غنى عن سماعها ناهيك عن ان تتسبب بها وزارة داخليتنا بقرارها غير المدروس أصلا وغير المنطقي.

توضيح الواضح: التقيت بـ «شايب» في أحد الأعراس فدار بيني وبينه الحوار التالي: شنو تشتغل؟

- كاتب صحافي.

- يعني شتسوي؟

- أكتب.

- عن شنو؟

- عن اللي أبي.

- الله يعز حكومتنا يا وليدي اللي حتى اللي مثلك دبرت لهم شغل!