نصائح لراكب الكويتية يسجلها مشعل الظفيري

زاوية الكتاب

كتب 1666 مشاهدات 0


الراى
مشعل الفراج الظفيري
إضاءة للمستقبل / الخطوط الجوية الكويتية

برغم أن طائرنا الأزرق يملك خاصية تميزه عن بقية شركات الطيران وهي مسألة الذهاب مباشرة لبلد الوصول إلا أن الكثير من الكويتيين يفضلون السفر مع شركات الطيران الأخرى لأنها تقدم خدمات ترفيهية كبيرة للركاب، ولديها احترام للوقت، وطاقم الطائرة عادة ما يتعامل مع الركاب باحترافية ووجوههم بشوشة. أما طائرنا الأزرق الذي ينافس بسعره الشركات العالمية فإنه لا يحترم الوقت أبداً، وكابتن الطائرة هو الآمر الناهي وكأنه ورث الطائرة عن أبيه أو أمه والشواهد كثيرة، علاوة على ثقل دم بعض المضيفين في الغالب الأعم، وأرجوك... إذا كانت الرحلة طويلة لا تضرب الجرس حتى ينام المضيفون والمضيفات في درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى لأنهم يتناوبون في ما بينهم، شخص لكل درجة «ربع تعاونوا ما ذلوا» دائماً ما نفهم الأمثال بالعكس، فأصبحت «الكويتية» قائمة على التذاكر الحكومية ويا ويلك ويا سواد ليلك إذا كانت لديك تذكرة حكومية لوجهة لا تذهب لها «الكويتية» فقد تدور الكرة الأرضية لتصل مرادك، ومع الأسف أنها تستنزف من المال العام الشيء الكثير ولا أعلم لماذا تأخر موضوع خصخصتها! يبدو أن الجماعة لم يتفقوا بعد.
أما جيوش الموظفين فإني متأكد أن نسبة كبيرة منهم لن تقبل بتعيينه حتى الخطوط الهندية لأنهم لن يضيفوا جديداً، ومسألة تعيينهم في «الكويتية» سببه الكوسا حتى تورمت هذه المؤسسة بموظفين لا يتقنون كتابة اللغة العربية ناهيكم عن الإنكليزية. وأذكر أني ذهبت مرة للعمرة وأثناء عودتي من جدة سألت عن مدير المحطة لأسأله عن بعض الأمور وتفاجأت عندما قالوا لي الواقف هناك بعيد وبلباس مدني وطايح له سوالف، وعندما سألته شعرت بتغير مزاجه وكأنني أريد منه دينا فهل يستحق مثل هؤلاء أن يكونوا واجهة بلد؟
يروي لي أحد الأصدقاء أنه حجز مع «الكويتية» إلى فرانكفورت والعودة منها إلى الكويت وعندما وصل صاحبنا إلى إنترلاكن (سويسرا) جاءه خبر وفاة شقيقه فقرر العودة إلى الكويت بأسرع وقت، فذهب إلى جنيف ووصل إلى المطار في الساعة السادسة صباحاً، وكانت رحلة «الكويتية» الساعة 11:45 صباحاً، وانتظر هو وأولاده حتى يُفتح كاونتر «الكويتية» ولما جاءهم اعتذروا منه لأنهم لا يملكون تغيير حجزه وعليه أن يذهب لمكتب «الكويتية» في المطار وعندما توجه لمكتب «الكويتية» وجده مغلقاً، وانتظر قرابة نصف الساعة ولم يأت أحد، ورجع للموظفين المتواجدين في كاونتر «الكويتية» وشرح لهم ظروفه ولكنهم اعتذروا منه مرة أخرى وحاول أن يتحدث مع المسؤول لعله يخرج بحل، ولكن المسؤول استنجد برجل سويسري يبدو أنه مسؤول عن شركات الطيران في المطار، وعندما شرح له صاحبنا ظروفه تعاطف معه هذا السويسري بشكل كبير، وأخذه مع أولاده إلى الكراسي وأحضر لهم عصيرا وقطع كيك للأطفال وقال له ستسافر إلى الكويت لو بسيارتي الشخصية «يا الله على الإنسانية»، وقام بالاتصال على مدير المحطة الكويتي اللي يغط في سابع نومة عن طريق جهاز اللاسلكي ولم يجب، وبعدها قام هذا السويسري الشهم بالاتصال على هاتفه النقال وشرح له معاناة مواطن كويتي ولم يكلف مدير المحطة نفسه المجيء إلى المطار وأعطى لهذا السويسري الرقم السري ليقوم هو بتغيير الحجز، وفعلاً قام بتغيير حجزهم وأخذ منهم فرق السعر، ولم يكتف هذا (الكافر) بذلك بل أصر على مرافقتهم إلى الجوازات، وعندما انتهوا أصر على توصيلهم إلى الباص الذي يقلهم إلى الطائرة، فما كان من صاحبنا إلا أن أخذه بالأعناق اعترافاً منه بإنسانيته وأخلاق الإسلام التي يجهلها.

إضاءة
أتمنى أن تتم إعادة مدير المحطة الموجود في جنيف للتحقيق معه وتطبيق أشد العقوبة عليه إلا إذا كانت لديه واسطة فاتركوه وجددوا له فرش شقته وغيروا سيارته، وصاحبنا يقول إن لم تعوضني «الكويتية» على ما لحق بي من ضرر نفسي فلن أذهب معهم طوال عمري حتى لو أردت السفر إلى البحرين... لقربها.


مشعل الفراج الظفيري

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك