تزاوج السلطة مع التجار الفاسدين يهدد بسقوط الدولة

زاوية الكتاب

الزيد: ياسلطة تحالفي مع عموم الكويتيين، وليس مع حفنة تجارية حلبت الدولة منذ ظهور النفط

كتب 4606 مشاهدات 0


خطر قائم


زايد الزيد


من أخطر الأمور أن يتحالف أهل السلطة في أي بلد ، مع التجار - بصفتهم تجار – لتنفيذ أي مشروع ، فاجتماع السلطة بالمال ، وتزواج الاثنين معا تحت رداء العمل التجاري ، مؤذن بزوال الدول ، هكذا يقول العلامة ابن خلدون ! فما بالك إذا كانت السلطة عندنا قد سعت في تحالفها الحالي مع التجار ، لتنفيذ مشروع يتكون من بند واحد ، هو الاستحواذ على أموال الدولة ومواردها ومقدراتها !

أشرنا إلى خطورة هذا الأمر قبل أن تتم صفقة كتلة العمل الوطني مع الحكومة ( طبعا الحكومة واحدة من واجهات السلطة ) ، أشرنا إليه حينما تحدثنا عن تسليم الرئيس التونسي ' المخلوع ' زين العابدين بن علي ، لمقاليد الدولة كلها ، بيد حفنة تجارية ، تشرف عليها زوجته ، فاستولوا على المصارف والاعلام وقطاع الاتصالات وغيرها من المناشط التجارية ، فغابت المساواة ، واختفت العدالة ، فحصل ماحصل !

وتحدثنا عن تحالف نجلي الرئيس المصري ' المخلوع ' مع حفنة تجارية أيضا ، سيطرت أيضا على المصارف والاعلام والاتصالات والحديد ، وتبديد أملاك الدولة ، إلى درجة أنهم يبيعون المستثمر الأجنبي ( وأكثرهم خليجيون ومنهم كويتيون ) المتر المربع بقيمة لاتتجاوز العشرة بالمئة من قيمة بيعها للمواطن المصري ! فغابت المساواة ، واختفت العدالة ، فحصل ماحصل !

الأمر تكرر في اليمن وسوريا وليبيا ، بأشكال متشابهة ، والأنظمة هناك تترنح ، وهي زائلة لامحالة ، لأنها غيبت المساواة ، وأخفت العدالة !الجماعة عندنا لم يتعلموا أبدا من أخطاء الآخرين ، فخزائن الدولة تفتح لحفنة تجارية ، حلبت ضرع الدولة منذ ظهور النفط ! في السابق كانت ' بعض ' مشاريع هذه الحفنة يشوبها الفساد ، أما اليوم فكل المشاريع التي نفذتها تنفذها هذه الحفنة فاسدة ، ألا تعلمون عما حصل في استاد جابر ، أو في الفحم المكلسن ، أو في طريق الجهراء ، أو في جسر جابر ، أو في طواريء 2007 ، أو في محطة الصبية ، أو في محطة مشرف وغيرها كثير ، هذا غير فسادهم في المؤسسات التي يسيطرون عليها كالاستثمار والصناعة والبنك الصناعي والتأمينات ، وعدا تلاعبهم بأملاك الدولة التي يستأجرونها من الدولة بأبخس الأثمان ، ويؤجرونها على الغير ، بالأضعاف المضاعفة ( هل تذكرتم أفعال نظرائهم في مصر ؟ )  ..

توظيف معظم الكويتيين في الدولة ، والرواتب المعقولة نسبيا لمعظم شرائح المجتمع ، و في ظل ارتفاع كبير في سعر البترول ،  كل هذا ، هو الذي يمنع من تفاقم الأمور في الكويت نحو التفجر ، والحفنة التجارية عندنا التي تنغمس بمشاريع الفساد ، تعرف هذا جيدا ، ولايهمها الأمر بتاتا ، هي تريد أن تنظف جيوب الدولة من الفوائض المالية المتراكمة ، قبل أن تقع الواقعة ! المشكلة في السلطة التي ستتركها تلك الحفنة في مواجهة الناس !

المسألة لاتحتاج إلى تنظير ، ولا إلى تنجيم ، فحركة التاريخ تسير وفق ' رتم ' منتظم ، يعمل وفق سنن كونية ، منها أن الظلم وغياب العدالة لايسودان ، والناس – في كل مكان -  ستخرج كلها إلى الشارع ، حينما يزاحم الفساد لقمة عيشهم ، ويخطفها من أفواه أبنائهم ، وفي ظل الفضاء المفتوح ، لايمكن لسلطة أن تمنع الناس من أن تعبر عبر آرائها !والله نصيحة من قلب محب للسلطة التي نحبها ونقدرها ولانريد سواها : تحالفوا مع عموم الكويتيين ، فالدول لاتسود بالظلم وبغياب المساواة ..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك