في هذا الصيف «مش هتقدر تغمض عينيك» من متابعة المشهد السياسي للحكومة والنواب، برأى محمد صالح السبتي

زاوية الكتاب

كتب 599 مشاهدات 0


الراى
 في هذا الصيف «مش هتقدر تغمض عينيك»


عنوان المقال من اختيار بدر صفوق، وفعلاً في هذا الصيف لن يستطيع أي إنسان أن يهدأ أو يرتاح إن كان متابعاً للحالة السياسية... فلا الحكومة راضية أن تصلح من حالها رغم كثرة الأخطاء وشدة الانتقادات، ولا النواب كذلك راضون أن يسلكوا طريقاً غير طريق «العفرتة» وناتج هذا الإهمال الحكومي والعفرتة البرلمانية... مواطنون جفونهم لا تهدأ براحة وعقولهم ليست مرتاحة.

للحكومة أخطاء وزلات أصبح الكلام عنها من نافلة القول، ولها نهج سياسي أفضل وصف له أن «الهون أبرك ما يكون»، فكثير من مشاكلنا التي نعاني منها الحل فيها بسيط جداً يمكن لأي إنسان أن يتوصل له وأن يتخذ قراراً فيه، بل ان كثيراً من أبناء الشعب المتمكنين تصيبهم حالة ذهول ولا يجدون تفسيراً منطقياً لتقاعس بعض المسؤولين عن حل بعض المشاكل لأنهم يجدون الحل فيها أسهل من شرب كأس الماء... تقاعس الحكومة لا مبرر له أبداً، ولذا قلت في البداية أن انتقادها أصبح من نافلة القول.

أعضاء البرلمان والكتل السياسية يواجهون هذا التقاعس بأسلوب غريب جداً، ويريدون أن يكونوا في الصورة دائماً سواء كان حضورهم في الصورة عن مصلحة أو لمجرد البقاء فقط. يذكرني أداء أعضاء مجلس الأمة بسلوك بعض مشاهير الفن الذين يحرصون على الظهور من أجل الظهور فقط أحياناً حين تغيب الأعمال الفنية الهادفة، ويعترفون بهذا حين يسألون عن سبب ظهورهم في أعمال هابطة أو لا تناسب مستواهم.

يحاول السياسيون في الكويت أن يبقى الشعب، كل الشعب، مرتبطاً بهم دائماً، لا يريدون لأنفسهم ولا له حتى ولو... إجازة صيفية، فبقاؤهم في الصورة هدف أساسي في أذهانهم.

ما معنى أن يقدم استجواب لرئيس الوزراء في آخر أيام دور الانعقاد الماضي، وحتى مقدموه يعلمون تماماً أنه لن يدرج في جدول أعمال دور الانعقاد هذا، وأنه سوف يؤجل الى الدور المقبل؟ السبب بسيط... أن تبقى محاور هذا الاستجواب مادة للتداول أثناء الصيف، ندوات، تجمعات، تصريحات، مقابلات. أن يبقى الشعب تحت نيران السياسة التي باتت تأكل كل شيء في حياته.

قطعاً أنا لا ألوم النواب إذا ما أرادوا محاسبة ومراقبة الحكومة، إنما نلومهم على هذا الأسلوب في المحاسبة والمراقبة الذي أصبح أسوأ من أداء الحكومة.

إن تحويل المجتمع إلى مجتمع مشتغل بالسياسة بأغلبيته أمر في غاية الخطورة، هنا تضيع معالم أي مجتمع واهتماماته ويبقى له ما تثيره السياسة من ويلات عليه، وها نحن فقدنا كثيراً من اهتماماتنا وابداعاتنا بسبب أداء الطرفين السيئ ومحاولة ربطنا به.

كنت أتمنى أن أرى بعض أعضاء مجلس الأمة، أو كلهم يفرحون ويهنئون، أبناءنا بعد تخرجهم في الثانوية العامة، أو أن يقيموا حفلاً لتكريمهم مثلاً... على اعتبار أن مثل هذا الحدث يهم كل أسرة كويتية ويحدد مستقبل أولادها، هذا مثال بسيط على اهتمام وتركيز التجمعات السياسية عندنا بالكويت.

باختصار في هذا الصيف «مش هتقدر تغمض عينيك» ومن أراد منكم أن يرتاح فعليه أن يضع حاجزاً بينه وبين هذا الأداء السيئ، هذا الحاجز لا يعني بالضرورة عدم متابعة ما يحدث، لكن يعني أن تعرف متى تتابع ومتى «تغمض عينيك».

 
الراى

تعليقات

اكتب تعليقك