أحمد عيسي يفند مقالة سعد العجمي بنفس عنوانه'دولة مسلم'، ويطالب محبيه نصحه بضبط النفس
زاوية الكتابكتب يوليو 6, 2011, 1:21 ص 2159 مشاهدات 0
الجريدة
دولة مسلم! *
أحمد عيسى
النائب مسلم البراك يحتاج اليوم إلى كبح جماحه قليلاً وتشذيب أدائه، وعلى محبيه أن ينصحوه بضبط نفسه أو الـ”self
control”، لأنه بدأ يخسر قضاياه وبالتبعية حلفاءه ومناصريه داخل المجلس وخارجه، كما عليه أن يعي أن السياسة هي فن الممكن
واللعب بالأدوات والقواعد المتاحة، وأن يستفيد من تجربته، ويقتنع بأن العناد والصراخ لا يدلان بالضرورة على عدالة القضايا بقدر ما
يكشفان عن ضعف حجة متبنيها.
أستعير عنوان المقال من مقال الصديق سعد العجمي المنشور هنا أمس الأول، رغم قناعتي بأن لدينا دولة واحدة هي دولة الكويت، وما عداها
فهي دويلات تعيش خارج النظام سواء كانت «دولة مسلم» أو «دولة أحمد الفهد».
«دولة مسلم» لها وجه آخر، يحاول مريدو النائب مسلم البراك إخفاءه، معتمدين على أن الناس تنسى سريعاً، لذا فمن السهل خداعهم أو
التدليس عليهم، فالنائب الذي أظهره الصديق «بو محمد» منتصراً لمواطنين كويتيين مظلومين صادف أن جميعهم «حضر» وفقاً للتصنيف
الفئوي، هو النائب نفسه الذي لم يستجوب بحياته وزيراً قبلياً، وكان شاهداً على توزير نواب قبليين شاب بعض قراراتهم شبهات تنفيع وتعد
على المال العام بوزارات الكهرباء والشؤون والأشغال والإسكان دون أن يفعّل أدواته الدستورية بحقهم، وهو ذاته من قدم 8 استجوابات، 5
منها لأبناء الأسرة الحاكمة و3 لوزراء حضر هم عادل الصبيح ويوسف الإبراهيم ومحمود النوري، وكان مؤيداً لحجب الثقة عن وزيرة
التربية نورية الصبيح عام 2008.
وفي السياق ذاته، اتخذ النائب مسلم البراك موقفاً متناقضاً خلال استجواب النائب عبدالله النيباري لنائب رئيس مجلس الوزراء محمد شرار
عام 2003، فتحدث مؤيداً للاستجواب، ثم صوّت ضد طلب حجب الثقة، كما رفض قانون منح المرأة حقوقها السياسية عام 2005 لكنه اليوم
يتبنى قضاياها.
ومما جاء في مقال الصديق سعد العجمي أن «البراك لم يثر قضية تجاوز في قاعة عبدالله السالم إلا أثبتت الأيام صحتها، إما في لجان
التحقيق وإما في محراب القضاء العادل»، وهذا كلام غير صحيح، فالنائب البراك اتهم مواطنين كويتيين يعملون في مكتب مؤسسة البترول
في العاصمة اليابانية طوكيو بتجاوزات مالية وأخلاقية أدت إلى فصلهم عن العمل عام 2007، وعرض صورهم خلال استجواب الشيخ علي
الجراح، فتوجهوا إلى القضاء وأنصفهم، وحصلوا على أحكام تخالف ما قاله عنهم البراك، كما لايزال موقفه غامضاً من قضية القرض
الروسي التي أثارها ولفها النسيان، وكذلك خسائر المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الناجمة عن مساهمتها في شركات مدرجة بسوق
الكويت للأوراق المالية انخفضت أسعار أسهمها عن قيمها الدفترية والاسمية، وفق ما جاء في تقرير «مركز الجمان» الذي كشف عن بلوغ
خسائر المؤسسة في السوق الكويتي عام 2009 ما نسبته 50 في المئة من قيمة استثماراتها وبواقع 650 مليون دينار كويتي.
النائب مسلم البراك يحتاج اليوم إلى كبح جماحه قليلاً وتشذيب أدائه، وعلى محبيه أن ينصحوه بضبط نفسه أو الـ»self
control»، لأنه بدأ يخسر قضاياه وبالتبعية حلفاءه ومناصريه داخل المجلس وخارجه، كما عليه أن يعي أن السياسة هي فن الممكن
واللعب بالأدوات والقواعد المتاحة، وأن يستفيد من تجربته ويقتنع بأن العناد والصراخ لا يدلان بالضرورة على عدالة القضايا بقدر ما
يكشفان عن ضعف حجة متبنيها.
على الهامش:
احتلال المغردين الكويتيين مراكز متقدمة بقائمة مجلة فوربس في الشرق الأوسط عن الشخصيات العربية الأكثر حضوراً على موقع التواصل
الاجتماعي «تويتر» يعزز مكانة الكويت كدولة ومجتمع على الصعيد العربي، وهو يبشر بخير أن هناك ضوءاً يلوح في نهاية هذا النفق
الذي نعبره، وأخص بالتهنئة الأصدقاء عبدالله بوفتين، وعبدالوهاب العيسى، وعمر العثمان، وخالد الفضالة، ومنها للأعلى و»الفال» لقائمة
الأكثر ثراء بعد الأكثر حضوراً، أما محمد الوشيحي وساجد العبدلي فشهادتي بهما مجروحة بحكم الجيرة على صفحات «الجريدة» تماماً
مثلما هو الحال مع النواب فيصل المسلم وصالح الملا وأسيل العوضي بحكم الدائرة الانتخابية.
* عنوان مقال الصديق سعد العجمي في جريدة «الجريدة» يوم الاثنين الموافق 4-7-2011.
تعليقات