محمد الوشيحي يدعونا للحج ردا للجميل لكل وكالات أنباء الغرب، فلولاهم لكان وكان من حكامنا

زاوية الكتاب

كتب 1201 مشاهدات 0


 


الجريدة

آمال: ليدز آند جنتلمن
محمد الوشيحي

نشر في 3, July 2011 :: الساعه 12:01 am  |   تصغير الخط   |   تكبير الخط
 حفظ الله فضائيات أميركا وأوروبا وصحفهما، وحمى الله «رويترز» وأخواتها وكالات الأنباء الغربية من كل مكروه، وجزى وسائل إعلام الغرب عن العربان كل خير، وسقى المنظمات العالمية ومجلس الأمن ماءً زلالاً طيباً مباركاً فيه… ليش؟ لأنه لولا الخوف من أن تفضحهم هذه المؤسسات لتعامل حكام العربان مع شعوبهم كما تتعامل أمهاتنا مع الهريس.
فالمواطن العربي في عين الحاكم أقل من سعر التكلفة، أقصد تكلفة رصاصة، والحاكم العربي ينظر إلى شعبه كالزوجة الأولى الدميمة، بشحومها المكتظة، ومنظرها الذي يجلب الخضة، وحضنها الذي يصيب الصدر بالرضة، في حين يرى الأميركان والأوروبيين كزوجته الجديدة الغضة، ذات الأصابع البضة، والأسنان الفضة، والشفاه التي تستحق العضة… لذا يتعامل مع زوجته الأولى بالكف على الوجه كلما نطقت، ويترك ثلاجتها خالية إلا من الخبز اليابس الذي يضمن بقاءها على قيد الحزن، ويتعامل مع الثانية بالتودد والتمحلس المبين، ويتحول أمامها إلى مارد الإبريق الأمين.
ويتساءل البسطاء والسذج أثناء ثورتي تونس ومصر وبعدهما: «لماذا لا يلقي الرؤساء خطاباتهم إلا بعد منتصف الليل؟»، هم لا يعرفون أن الرؤساء في خطاباتهم إنما يتحدثون إلى وسائل إعلام الغرب وحكام الغرب ومنظمات الغرب ولكن بصورة غير مباشرة، «قال يعني بدون قصد، هم الذين تجسسوا عليه واستمعوا إليه»، بل لولا اللغة والخشية من انكشاف الخطة بصورة فجة لبدأ حكامنا خطاباتهم بـ «ليدز آند جنتلمن».
حتى في اللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات الصحافية، لا «ينجّس» زعماؤنا أيديهم بلقاءات مع قنواتنا الفضائية ولا صحفنا، لكن ما إن تطأ أقدامهم المباركة أرض «القِبلة السياسية» أميركا، حتى يستسلموا لأسئلة الصحافيين ومقدمي البرامج وهم يفشخون «شدوقهم» بضحكة تتضاءل معها ضحكة المطربة أحلام، ويجيبون عنها بكلمات تسيل الدمع من المدمع، «كلمات فازلينية»، من النوع الذي يردده السفراء العربان: «العلاقات متينة ومتجذرة، والشعبان الشقيقان تربطهما روابط عدة، والأمور مستقرة» وما شابه من الكلمات المنومة، ينطقونها بدلع وغنج، وما إن ينهي أحدهم خطابه وتنطفئ الأضواء حتى تتحرك دباباته وقواته الخاصة لدهس شعبه.
وهذا هو السبب الذي جعل شعوب الأرض تحترم نفسها، وشعوب العربان تتسابق للفوز بشرف إلقاء القصائد بين أيادي حكامها. بل إننا تفوقنا على غيرنا من العربان وأسميناهم حكامنا «المعازيب»، أي أننا خدم بينما هم سادتنا، لهم الحق في تصفيتنا والتصرف بأموالنا ونفطنا ومداخيلنا كما في العصر الأموي والعباسي: «يا غلام اقطع رقبة هذا، وأعط ذاك ألف ألف قنطار من الحنطة»… «سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين».
فيا أيها السيدات والسادة، يا أيها الليدز والجنتلمن، علي النعمة لولا خوف حكامنا من وسائل إعلام الغرب لكان وكان، فردوا الجميل وحجوا إلى بيت الله الحرام حجة عن رويترز والأسوشييتدبرس وسي أن أن وبي بي سي ووكالة الأنباء الفرنسية ومثيلاتها، واعتمروا من أجل منظمات حقوق الإنسان الغربية، وادعوا لها في ظهر الغيب… ولا أظنكم ستوفونها حقها، حتى لو حملتموها على ظهوركم.
وتعالوا ندشن حملة «شكراً… ويست ميديا» باسم الشعوب العربية، نقولها لـ: «رويترز، أسوشييتدس برس، سي أن أن، سكاي نيوز، وكالة الأنباء الفرنسية، بي بي سي، وغيرها»، ولنبدأها برويترز.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك