حسن عباس ينشر رسالة لـ'بدون' يستعطف فيها وزير الصحة إلغاء رسم الدينار لمراجعة المستوصف لهم لأن أغلبهم بلا عمل ..داعيا التعامل معهم كأُناس لهم حق العيش بكرامة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 27, 2007, منتصف الليل 520 مشاهدات 0
لا نار الهوية ولا جنة الإنسانية
ظهر التجنيس على الساحة مجدداً لقرب إقرار بعض الملفات المستحقة، وبعد التصريح الشهير للنائب والرئيس السابق للمجلس أحمد السعدون، وهو الموضوع ذاته الذي كرره مرة أخرى في مقابلته الأخيرة مع «الراي». ويبدو أن «حشد» قد تبنت الموضوع كأولوية لبرنامج عملها في الفترة المقبلة، وهذا ما عكسه تصريح المتحدث الرسمي للتكتل النائب مسلم البرّاك الأحد الماضي.
توجد ملاحظة جديرة بالاهتمام بهذا الخصوص، وهي العلاقة القوية بين ملف التجنيس والبدون. كُنا في السابق بمجرد أن نستذكر التجنيس، تظهر وبصورة لا إرادية أمامنا الأزمة الإنسانية التي تعيشها فئة البدون. فهل حقاً توجد علاقة؟ لست أتعمد تناسي وجود هذه العلاقة، لكن بعد مرور هذا الوقت كله لم تعد العلاقة بين الاثنين قائمة وقوية كما كانت في السابق. فالحال اليوم قد تغير إلى وضع خطير بدأ يبتعد كثيراً عما كُنا عليه إلى منحنى منحرف دون الصفر لتهدد وتضرب الإنسان بإنسانيته والتعامل معه على أنه بلا مشاعر وأحاسيس. من هذه الزاوية كانت «الراي» موفقة في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي بقلم رئيس التحرير الزميل جاسم بودي، حينما صوّر حال الصبي وهو في تشرذم وضياع يعانق البؤس والشقاء ويحلم متى يكون طفلاً أو ينتظر الساعة التي تحيله الحياة إلى التقاعد المبكر.
فالأمر لم يعد يدور الآن بين أن نجنّس الفئة من عدمها، بل النقاش مع شديد الأسف آخذ في الانحراف إلى ما دون المستوى الإنساني. تصريح مسلّم البراك يوم الأحد فيه ما يشير إلى هذه النقطة تحديداً، وذلك حينما انتقد من يُلقي التُهم جُزافاً ويضعهم جميعاً في مربع الخونة. لذا وقبل أن نعود بملف النقاش إلى التفاهم عن أولويتهم بالتجنيس، يجب علينا التعامل معهم كأُناس لهم حق العيش بكرامة والحفاظ على مشاعرهم وعواطفهم. من بعد ذلك يمكن لنا أن ننتقل إلى الحديث عن مدى قانونية تواجدهم على أرض الكويت أو أحقيتهم في هويتهم الكويتية.
توجد مغالطة يتعمد الكثيرون حشرها في منتصف أوراق النقاش بأنهم طيف واحد. فأعداء البدون يتهمونهم بأنهم جميعاً نسيج واحد وهم من خان الكويت وسلمها إلى أيدي المحتلين الغُزاة، وهي الحجة الأمنية التي يُتَذّرع بها أو الشمّاعة التي يُعلق عليها القوم هدف إقصائهم وتنحيتهم كي لا تختلط «الدماء».
يُخيّل إليّ أن المسألة أتفه من أن يُجاب عليها، لذا سوف أتحوّل بدلاً عن ذلك لما أرسله إلي أحد الأخوة البدون طالباً مني إلحاقها بمقالي، فهذا ما جاء في كلام أبو عبدالعزيز (بدون) مع بعض التصرف:
«معالي وزير الصحة أرجو من الله تعالى ثم بعد ذلك منك النظر بإلغاء الرسوم لمراجعة المستوصف (دينار) وغيرها عن البدون، فالكثير منهم بلا عمل وهم أحوج ما يكون لكل دينار لشؤونهم الأخرى كالأكل والشرب».
د. حسن عبدالله عباس
تعليقات