ذعار الرشيدي ينتقد حصول المتسلقين وماسحي الأجواخ و«بلاعين البيزة» على المناصب «باردة مبردة»

زاوية الكتاب

كتب 512 مشاهدات 0


 

الأنباء

مذبحة مبدأ التكافؤ وأولادي 
 
السبت 25 يونيو 2011 - الأنباء
 
عندما تؤسس شركة مقفلة من حر مالك ومن ثم تقوم بتعيين ابنك او ابنتك عضو مجلس إدارة فأنت حر في مالك،

وحتى لو قمت بتعيين ابنك رئيس مجلس إدارة شركتك فليس لأحد عليك باب لا بلوم ولا عتب، أما اذا كانت الشركة

مساهمة ومدرجة في البورصة فالجمعية العمومية بمساهميها سيسألونك لماذا؟، أما اذا كانت المؤسسة حكومية فمن

سيسألك؟.. لا أحد.
الغياب التام لمبدأ تكافؤ الفرص في البلد خاصة في مناصب الشركات الحكومية يجعلني لا أثق بالمستقبل لأبنائي، بل

حتى انه تطرح في خاطري كما تطرح في خواطر عشرات الآلاف غيري عدة أسئلة لماذا نقوم بتدريس أبنائنا ونثقفهم

وندفعهم للتفوق، ماذا سنقول لهم؟ هل سنقول لهم اجتهدوا وثابروا ونرفع أمامهم شعارات «من زرع حصد» و«لكل

مجتهد نصيب»، ونحن نعلم يقينا ان المناصب في البلد توزع وفق شعارات «هذا ولدنا» أو بالأصح «هذا ولدي»

وشعارات أخرى كـ «الأقربون أولى بالمعروف..» أو بالأصح «أولى بالمناصب».

كيف نستطيع خداع أولادنا ونحن نرى بأم أعيننا مبدأ تكافؤ الفرص يذبح في اليوم عشرات المرات على قارعة

المؤسسات الحكومية ويقدم قربانا لأصحاب النفوذ و«عيال» أصحاب النفوذ و«عيال خالة» أصحاب النفوذ، كما يقدم

قربان تقرب للكتل السياسية في الاستجوابات، ويرمى ليلتهم جثته او ما تبقى منها وحش «المحاصصة».

ماذا سأقول لأبنائي؟ وأنا أرى المتسلقين وماسحي الأجواخ و«بلاعين البيزة» يحصلون على المناصب «باردة مبردة»،

بينما الأكفاء الشرفاء يلقون خارج دائرة المناصب ويهمشون في بلد تغيب عن أرض مؤسساته شمس أبسط معايير

العدالة. لست متشائما بقدر ما هو تساؤل أطرحه، وعلى يقين بأن غدا سيكون أفضل، وأعلم ان مهمتي كأب أن أدفع

بأبنائي ليصبحوا أشخاصا أفضل من أجلهم ومن أجل بلدهم في المقام الأول.

توضيح الواضح: سأظل مؤمنا بأن الغد سيكون أفضل حتى ولو ذبحتم مبدأ تكافؤ الفرص وعلقتم برأسه على باب

منازل كل الكويتيين، فالحق سيظهر وستعلمون أي خسارة تسببتم فيها للبلد بتعيين القريب وقريب القريب وصديق قريب

القريب في مناصب لو تحدثت لقالت لكم: «من صجكم هذا يستلم؟!».
 
 

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك