خالد الجارالله ينقل أبياتا من الشعر التصويري تصف ماحدث سنة الجدري عام 1932
زاوية الكتابكتب يونيو 22, 2011, 12:08 ص 1238 مشاهدات 0
الأنباء
الكويت.. صيف 1932
قبل قرابة 80 عاما عاش أهل الكويت أحداثا جساما، حين حل عليهم الوباء وعم بينهم البلاء، فطال كل بيت ودار
ولم يعتق منهم حتى الصغار. باغتهم الجدري دون سابق إنذار فأخذ يتخطفهم كالهشيم في النار، أما التطعيم فلم يكن
له حضور، فالناس منه بين خوف ونفور، فحصد الموت البعيد والجار ولم يجد معه دواء ولا فرار، ودام الحال بعد
الصيف شهورا حتى زادت عندهم ساحات القبور. ومن سلم منهم في تلك الدهور كانت له ذكري في أثر ندب
البثور. حينها لم يكن للصحة مكان، ولم يكن للسفر الخارج لجان ولو كان بالبلاد أعضاء برلمان لاستجوبوا الجدري
وأقالوه من زمان أما من أراد عن أخبار الجدري بعض البيان فليقرأ ذكريات أم سعود ففيها العبرة لكل إنسان.
جاء في مجلة الإرسالية التبشيرية (جزيرة العرب المهملة، عدد 161، عام 1932م) ما نصه «أن الوباء اجتاح
المدينة وعبر أسوارها وأصاب سكان البادية. إن هذه السنة ستظل عالقة في ذاكرة الشعب الكويتي وقلبه، نظرا لأن
المرض لم يترك أي بيت إلا ودخله، وقد قدر عدد السكان بالكويت في تلك الفترة بخمسين ألفا». هذا وقد وثقت
فيوليت ديكسون (أم سعود) زوجة المعتمد البريطاني في مذكراتها «أربعون عاما في الكويت» ذلك الحدث فقالت «
وفي الأيام العشرة الأولى لانتشار الوباء مات أكثر من أربعة آلاف شخص، لقد كان مشهدا مريعا أن ترى الجثث
وهي تحمل يوميا إلى مثواها الأخير».
لم أعثر على شعر وثق تلك الأحداث في دواوين شعراء الكويت فاستعنت بأديب، فكان منه هذا الشعر التصويري
البديع لسنة الجدري عام 1932.
ناديت ٓعد الله وصوت بالصوت
يا مساعد أدركني ومنك المعونة
انت الذي في صنع الطب منعوت
وأنت الذي أهل البلد ينشدونه
من عادة المضيوم ليصاح مبهوت
ربعه إذا نادى أهم يسعفونه
شوف الذي يجري قبل يحضر الموت
اللي ايمكن في الخلايج اطعونه
ماتنفع الفزعة إذا فاتك الفوت
عطنا من الطب الذي يذكرونه
غطا علينا لجدري وخرب بيوت
مافادهم يوم انهم يحذرونه
هذا وليد لايت غترته لوت
والموت الأحمر كامن في عيونه
مات الأبو وادعاه كالطير مجفوت
والأم في حاله ومعها صخونة
صاير على حاله فلا ياكل القوت
وماشي على درب الشقا والمهونة
ومن العنا جسمه ضعيف ومسحوت
والناس ماعادوا ترى يعرفونه
يا الله يارحمن يارازق الحوت
وسط البحر، به يطعمه أو يصونه
تحفظ لنا الديرة وهلها هل الكوت
اللي تنادوا كلهم يصنعونه
وارجع لنا الدنيا على هون وسكوت
يا واحد كل الملا يطلبونه
٭ مساعد: الشيخ مساعد بن عبدالله العازمي الذي اشتهر بالتجدير عن مرض الجدري، أما الشعر فلأستاذنا الأديب
د.يعقوب الغنيم أطال الله في عمره.
تعليقات