لهذه الأسباب فعلا 'بلغ السيل الزّبى'- يعددها لنا علي الذايدي ؟!
زاوية الكتابكتب يونيو 21, 2011, 12:44 ص 969 مشاهدات 0
بلا عنوان
الكويت، بقايا وطن
كتب علي الذايدي
في لبنان تسببت الحروب الأهلية على مدى أعوام عديدة بانقسام الشعب اللبناني على نفسه، ما تسبب لاحقا بضياع الهوية اللبنانية وتعلق اللبنانيين بهويات أخرى بحثا عن مجرد الانتماء لمكون معين عندما فشل الوطن في توفير هذا الشيء.
نلاحظ في لبنان شيوع لغات غير عربية بين المواطنين مع أن لبنان دولة عربية خالصة، كما نستطيع ملاحظة ضياع الهوية اللبنانية في شيء بسيط مثل منافسات كأس العالم لكرة القدم، فنلاحظ أن الناس هناك يتحمسون لفرق كبرى مثل البرازيل وايطاليا وفرنسا ويشجعونها بحماس لا يقل عن مواطني هذه الدول.
المواطن اللبناني يريد أن يشعر بالإنجاز، ويريد أن يشعر بأنه جزء من مشروع ناجح حتى لو اضطر بأن يعيش في عالم وردي من الأحلام البسيطة.
في الكويت تسبب تغافل الحكومة المقصود، وأنا أكرر المقصود والمخطط له بضياع الهوية الكويتية، فبعد أن كان المواطن الكويتي يستشعر المواطنة ويفخر بكويتيته، أصبح هذا المواطن يشعر بالغربة في وطنه، وليس لأحد أن يلومه على هذا الشعور، فبسبب حملات تصفية الحسابات بين بعض المجاميع(تجار-شيوخ-نواب-ساسة فاسدين)قام من يمتلك المال والإعلام بالتشكيك في مواطنة جزء من أبناء الوطن ما أدى لحملة مضادة تتهم هؤلاء المتنفذين بسرقة الوطن، وبين التشكيك بالانتماء والاتهام بالسرقة أصبحت المواطنة هشة عند الطرفين لعجز الحكومة عن التدخل لوقف هذا التناحر الوطني.
وبعد الخلاف الفئوي-الاجتماعي بدأ خلاف من نوع آخر وهو الخلاف الطائفي، فبدأت طبول الطائفية تدق وبقوة في أرجاء الوطن، وارتفعت الرايات السود في أنحائه وكل فئة تطعن في عقيدة الطرف الآخر، وكلا الطرفين يتهم الآخر بأن ولاءه ليس للكويت ولكن إما للجار الشرقي أو الجار الغربي، وليس أدل على ذلك عندما شتم شيخ سعودي أحد سادة الشيعة العراقيين تفجرت في الكويت أزمة كادت أن تأكل اليابس والأخضر.
ثم جاءت أزمة البحرين لتقسم المجتمع الكويتي بشكل أكثر مأساوية، وتطرف الجميع لأقصى درجات التطرف والولاء للطائفة وليس للوطن.
وهنا يأتي بيت القصيد، فلو كانت الهوية الكويتية حاضرة لما انجر الجميع وراء البدائل.
الهوية الكويتية ليست في خطر، بل تعدت مرحلة الخطر إلى أنها انتهت تقريبا بسبب تغافل الحكومة وعجزها عن القيام بمسؤوليتها أمام هذه الفتن.
فهذا الناعق الجاهل لا يزال ينبح على أبناء القبائل ويجذب الموالين والمريدين، وشيوخ الضلالة المشائين بالفتن بين الطائفتين “يحمون الطيران”ويدقون طبول الحرب والوسائل الإعلامية من صحف وقنوات فضائية تعرض ما تشاء وتطعن بمن تشاء وتقسم المجتمع.. والحكومة لا تزال تردد”على المتضرر اللجوء إلى القضاء النزيه”متناسية أن هناك أمورا لا تحتمل جلسات القضاء الطويلة وتحتاج لمعالجة فورية.
فعلا “بلغ السيل الزبى” وإن لم نجد الحلول المناسبة سيجرفنا هذا السيل، وسننضم لنادي جمهوريات الموز التي تسود فيها العصابات والمليشيا لا القانون والحكومات.
تعليقات