الكويت تعلن التزامها بمحاربة الايدز
محليات وبرلمانالشومر: تدعو المجتمع الدولي إلى بذل المزيد للقضاء عليه
يونيو 11, 2011, 12:58 م 598 مشاهدات 0
اعلنت دولة الكويت التزامها بمحاربة مرض نقص المناعة البشرية (ايدز) داعية المجتمع الدولي في الوقت ذاته الى بذل المزيد للقضاء على هذا الوباء رغم التقدم الملموس الذي تم احرازه في هذا المجال لانقاذ العديد من الارواح.
جاء ذلك خلال الكلمة التي القتها رئيسة مكتب (مكافحة الايدز والاحصاءات والمعلومات) التابع لوزارة الصحة الكويتية الدكتورة هند عبدالعزيز الشومر يوم امس خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة رفيع المستوى بشأن فيروس (الايدز).
وقالت الشومر 'على المجتمع الدولي ان يسعد بالنتائج الملموسة التي تم تحقيقها حتى الان فيما يتعلق بهذا المرض والمتمثلة في زيادة فرص الحصول على العلاج ما ادى الى انقاذ حياة الملايين من المصابين والحد من وصمة العار والتمييز التي يلاقونها'.
ولفتت الى انه 'على الرغم كافة الانجازات التي تم تحقيقها حتى الان يتعين علينا الاعتراف بأنه لايزال امامنا الكثير لعمله بغية الوصول لاهدافنا كما ورد في اعلان الالتزام لعام 2001 بشأن (الايدز) والاعلان السياسي لعام 2006'.
وكان اجتماع الجمعية العامة بشأن فيروس نقص المناعة البشرية افتتح اعماله يوم الاربعاء الماضي بمشاركة ثلاثة الاف شخصية من ضمنها 30 من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين بالاضافة الى ممثلي المنظمات الدولية والمدنية وافراد يعيشون بهذا المرض وذلك لرسم مسار لمستقبل الاستجابة للايدز.
واضافت الدكتورة الشومر 'ان هذا الاجتماع العالي المستوى فرصة فريدة لنا لتجديد التزامنا ودعم جهودنا المستمرة التي تهدف الى محاربة مرض (الايدز) وتحقيق اهدافنا الرامية الى الوصول الى عالم خال من العدوى بالفيروس وخالية من الوفيات ذات الصلة به'.
وشددت في السياق ذاته على ان دولة الكويت 'ملتزمة بمكافحة هذا الوباء ضمن التزامها بتحقيق الاهداف الانمائية للالفية الجديدة التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2015'.
واوضحت الدكتورة الشومر انه منذ الاعلان عن اول حالة اصابة بهذا المرض في الكويت في العام 1984 قامت الحكومة الكويتية من خلال مرسوم وزاري في القطاعات عالية المستوى بوضع خطة استراتيجية وطنية تركز على التعليم والوقاية والعلاج.
ولفتت الى ان دولة الكويت 'من الدول الرائدة التي تمتلك قانونا لمنع ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الايدز) والذي يشمل الاطار القانوني لتنفيذ استراتيجية وطنية وضمان حقوق الناس الذين يعيشون مع الفيروس ويضمن لهم العمل والتعليم والعلاج وحماية خصوصية وسرية المعلومات الخاصة بهم ومكافحة الوصمة والتمييز التي تلاحقهم'.
واضافت ان دولة الكويت قامت خلال العقدين الاخيرين ومن منطلق ايمانها بضرورة مكافحة ومعالجة هذا المرض باستضافة اربعة مؤتمرات دولية خاصة به بالاضافة الى نشرها للعديد من البحوث والدراسات ذات الصلة.
وذكرت ايضا ان القانون في الكويت يلزم الافراد المقبلين على الزواج باجراء فحوصات طبية من ضمنها فحص مرض الايدز وذلك لضمان عدم انتقاله بين الاشخاص لافتة الى ان نتائج هذه الفحوصات في النهاية لا تلزم الاطراف بالعدول عن الزواج في حال رغبوا في اتمامه.
من جانب اخر ذكرت الدكتورة الشومر 'نجحنا في منع انتقال عدوى الايدز من الام المصابة به الى اطفالها وذلك من خلال العلاج المبكر وحسن المتابعة'.
وفيما يتعلق بتوافر الادوية والعلاجات لهذا الوباء في الكويت بينت الشومر 'ان علاج هذا المرض متوفر في الكويت وان البروتوكول الملحق به يتوافق مع المباديء التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية كما انه متاح بالمجان لجميع المصابين بغض النظر عن جنسيتهم او جنسهم'.
ولفتت الى ان الكويت تتبرع طوعا وبشكل سنوي ب 500 الف دولار للصندوق العالمي لمكافحة الامراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والدرن والملاريا وتشارك 'بنشاط' مع مختلف المنظمات الدولية والوكالات والبرامج المتعلقة بفيروس (الايدز).
وقالت ان الكويت قدمت الى برنامج الامم المتحدة المشترك المعني بفيروس (الايدز) في تقرير مارس 2010 اول حالة مصابه به في الكويت بالاضافة الى رؤيتها وخطة العمل المستقبلية التي وضعتها في هذا المجال لاستكمال وتنفيذ الخطة الاستراتيجية والسياسة التشغيلية.
وذكرت في النهاية 'اننا نتطلع الى تبادل خبراتنا ومعلوماتنا في هذا المجال مع الدول الاعضاء لتحقيق اهدافنا'.
من جهتهم اعرب المشاركون في الاجتماع عن بالغ القلق تجاه مرض (الايدز) الذي راح ضحيته 30 مليون شخص ويتم 16 مليون طفل منذ اكتشافه لاول مرة في العام 1981 .
كما وعدوا بتنفيذ قرارات 'جريئة وحاسمة' للقضاء على هذه المأساة الانسانية العالمية التي لم يسبق لها مثيل على الرغم من ما تم احرازه من تقدم كبير في العقد الماضي في مجال مكافحته.
واعربت الجمعية عن قلقها العميق ازاء عدم تمكن العديد من البلدان من تحقيق الاهداف المنصوص عليها في اعلانات 2001 و 2006 حول هذا الموضوع مشددة على الحاجة الملحة الى الزام هذه الدول بالالتزام والتنفيذ الكامل للاهداف.
كما وعدت باغتنام 'نقطة التحول' هذه ومضاعفة الجهود لتحقيقها بحلول عام 2015 بالاضافة الى توفير سبل الوقاية من الاصابة بهذا المرض والعلاج والرعاية والدعم للجميع لتحقيق الاهداف الانمائية للالفية السادسة المتعلقة بوقف انتشار هذا الفيروس بحلول عام 2015 .
وتشمل هذه الجهود ايضا برامج للتثقيف بهذا الفيروس لاسيما بين اوساط الشباب وتوسيع خدمات التحري والمشورة وتحسين الوصول الى معدات الحقن المعقمة بالاضافة الى زيادة قوة تدخل الوقاية الصحية في القطاع لاسيما في المناطق النائية.
وعلاوة على ذلك تلتزم الجمعية كذلك بخفض الانتقال الجنسي لفيروس نقص المناعة البشرية وكذلك بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن وانتقاله من الام الى طفلها بالاضافة الى تقليل وفيات الامهات المصابات الى حد كبير.
كما تلتزم بخفض الوفيات الناجمة عن مرض السل لدى الاشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية بالاضافة الى توفير العقاقير المضادة للفيروس ل 15 مليون شخص يعيشون مع المرض.
وفي السياق ذاته اعربت الجمعية عن التزامها بسد الفجوة في مصادر تمويل مكافحة مرض (الايدز) التي تبلغ 6 مليارات دولار سنويا بحلول العام 2015 من خلال زيادة الاستثمار الاستراتيجي والتمويل والوصول الى مستوى كبير من الانفاق العالمي السنوي له.
وقدر برنامج الامم المتحدة المشترك التمويل المطلوب ما بين 22 مليار الى 24 مليار دولار في البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل وذلك من خلال زيادة المصادر الوطنية والتمويل التقليدية بما في ذلك المساعدة الانمائية الرسمية.
من جهته تحدث نيابة عن المجموعة العربية بشار الجعفري من سوريا اذ قال 'ينبغي على الجمعية ان تأخذ القيم الدينية والثقافية للدول الاعضاء بعين الاعتبار'.
وردا على اعلان السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الجعفري الدول الاعضاء الى 'التحرك بسرعة' للوفاء بالتزاماتها وتحقيق الاهداف المنقذة للحياة التي تم وضعها واتخاذ كافة التدابير للقضاء على الاصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين الاطفال بحلول عام 2015 .
وحث ايضا الحكومات وشبكات من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية الى مضاعفة جهودها عن طريق توفير الاموال اللازمة للقضاء على هذا الوباء.
يذكر ان وفد دولة الكويت الذي ترأسه المندوب الدائم لدولة الكويت السفير منصور عياد العتيبي في هذا الاجتماع يضم كلا من الدكتورة هند الشومر والقائم بالاعمال محمد فيصل المطيري والسكرتير الثالث حسن عبدالحسن.
تعليقات