محرمو الشيشة 'يتزعمون' الحركة الإحتجاجية بالكويت- عبداللطيف الدعيج والسَورات العربية ؟!

سورات العرب 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
مرة ثانية او ربما ثالثة اكتب عن الثورات العربية، او السورات العربية كما اراها. والسورة -بفتح السين- كلمة نادرة في اللغة العربية، لدرجة ان معناها ليس مألوفا او واضحا. فهي سورة البرد وسورة الغضب وسورة الخمر واخيرا سورة الشك. هذا يجعلها تعني الشدة او المبالغة في الشيء، لكن هذا لا يبدو لي صحيحا تماما فهي اقرب الى «الحمّى» او الهذيان او الجنون او الفورة او «الثورة» في النهاية. لكن الثورة تعني الهبّة او الوثبة، اي الانتفاضة وحسب، بينما السورة تعني غياب العقل والخضوع لسيطرة الخمر او البرد او الغضب وهذه حال «الثورات» العربية الحالية. لست اول من يخلط بين ثورة وسورة، رغم اني افعل ذلك متعمدا. فقصيدة الامير عبدالله الفيصل التي غنتها ام كلثوم «ثورة الشك» صدر غلاف اسطوانتها الاول تحت عنوان «سورة الشك». وطبعا اغلبية المصريين يقلبون الثاء سينا، لهذا جاء الخلط، وبسبب غموض معنى «سورة» فهي تعرف حاليا باغنية «ثورة الشك».
ما يحدث حاليا في المنطقة هو حركة احتجاجات غاضبة وردود فعل جامحة و«سورات» بلا هدف محدد او فكر منظم. ربما هذا ما دفع احد الكتاب المصريين لان ينفي عنها صفة «الثورية» لانها وفقا له تفتقد قيادة النخبة او المثقفين. انا ارى انها تفتقد القيادة «المدنية» - ربما سأشرح ذلك في مقال منفصل - والمدنية هنا منسوبة الى المدن، فاهل الارياف واهل الصحراء الذين هم وقود وربما قادة الحركات الحالية لا يملكون الفكر او البديل «المتقدم» عن الاوضاع المأساوية التي تحاول شعوب المنطقة تجاوزها، بل ربما يملكون ويفرضون بديلا اكثر تأخرا واقل تآلفا واوضاع العصر والمجتمع المدني الحالي بحكم غربتهم عنه وبعدهم عن مكوناته وتأثيراته.
لهذا ليس عجبا ان يتصدر الاخوان المسلمون في مصر «سورة» الشعب المصري، بينما يشارك اتباع «القاعدة» والسلف بقوة في سورة سوريا، اما في البحرين فقد صادرها «الخمينيون» (لا يعني هذا انهم بالضرورة اتباع ايران كما قد يفهم)، وفي اليمن القبائل المنافسة للرئيس صالح... اما في الكويت.. فالله يزيد النعمة، محرمو الشيشة... ورافعو شعارات: حرية حرية حكومة شعبية.
عبداللطيف الدعيج