حل الأزمة السياسية هو حل مجلس الأمة وحكومة جديدة برئيس جديد يبعد أطراف الصراع برأي سعد الهاجري
زاوية الكتابكتب يونيو 9, 2011, 4:31 ص 791 مشاهدات 0
نقطة نظام
لا حل إلا بالحل
كتب سعد حوفان الهاجري
مما لا شك فيه أن المتابع للمشهد السياسي أو الأحداث الجارية على خشبة مسرح الحياة السياسية في الكويت، سيقف طويلا عند كثيرا من الأحداث.
بداية من استقالة الحكومة وإعادة تشكيلها حتى الجلسة الشهيرة المنعقدة بتاريخ 31/ 5 /2011م التي تم فيها عرض استجوابي الشيخ ناصر المحمد والشيخ أحمد الفهد، لن نرجع بالتاريخ أكثر من ذلك في متابعة الساحة والمعترك السياسي حيث لن ننتهي من سردها، الكل يعلم أن استقالة الحكومة الأخيرة وإعادة تشكيلها هو هروب من واقع سياسي حاصل، من خلال الاستجوابات التي قدمت للشيخ ناصر المحمد والشيخ محمد الصباح والشيخ أحمد الفهد.
ونعلم كذلك ما حدث قبل الاستقالة من مشادات كبيرة بين الأقطاب على الصعود، وكيفية الصعود، خصوصا أن بعض هذه الاستجوابات والذي كان موجها للشيخ محمد الصباح فيه نفس طائفي، والخوف كل الخوف من هكذا استجوابات لا تحمد عقباها ورأينا كيف كان الطرح في ذلك الوقت، وأن بعض هذه الاستجوابات حماية لمستجوب آخر، حتى تبعد الأنظار عنه، وحتى لا يكون داخل حلبة الصراع السياسي لوحده، وللأسف استخدم في هذه اللعبة نوابا أدوات يسيروا وفق أهواء وأجندات خاصة لبعض الشيوخ.
وأتصور أن الشرارة الأولى في النزاع الأسري الذي جعله يطفو على السطح هو الاستجوابات، حيث كان ملاحظا إصرار ناصر المحمد على صعود أحمد الفهد المنصة في استجوابه الأول الذي على أثره استقالة الحكومة، وإجباره على مناقشة الاستجواب كما فعل هو ولكن حصل ما حصل واستقالت الحكومة، وعطل المجلس وتعطلت أعماله لما يزيد عن الثلاثين يوما، وبعدها عادت الحكومة وهي ينطبق عليها المثل “ كأنك يا بوزيد ما غزيت “، نفس الوجوه التي تم تقديم استجوابات بحقها، ونفس النهج ونفس الإدارة، ولا نعلم سبب استقالتها حتى الآن، إلا الهروب من المواجهة. وكما توقعنا تم تقديم الاستجوابات لناصر المحمد وأحمد الفهد، وهنا للأسف انكشف المستور، وبدأ اللعب في الحلبة والصراع على المكشوف.
حيث تم توجيه ضربة لأحمد الفهد موجعة من خلال استجوابه الأخير، حيث لم يتوقع - وهو ما عرف عنه بدهائه السياسي- هذه الضربة التي كانت واضحة من خلال تخندق نواب الحكومة ورجالها، ضده خصوصا أنه من كان له الفضل باعتقاده بحماية الرئيس من استجوابات سابقة قدمت له، وللعلم أن السيناريو المخطط له في تلك الجلسة صعود أحمد الفهد المنصة حيث كان من المتوقع عدم حصوله على الموافقة في تحويل الاستجواب إلى التشريعية، ولكن تغيرت الحسبة في اللحظات الأخيرة خصوصا بعدما أعلن محمد هايف “ أنه لن يكون أداة لتنفيذ أجندات “ .
ما يهمنا في كل هذا المشهد السياسي هو هذا الصراع المعلن الذي كنا نتمنى ألا يحدث، وذلك من أجل كراسي زائلة والتي ثبت من خلاله فعلا عدم صلاحية بعض أقطاب هذه الحكومة، لقيادة دفة الأمور في البلاد، وبعد أن أصبح لكل واحدٍ منهم جنده وحرسه الخاص من النواب.
أن ما حدث في هذه الفترة وكذلك ما سيحدث في الأيام القادمة، يستوجب منا أن ننادي وبأعلى صوت، أن الحل بحل مجلس الأمة وإجراء انتخابات نزيهة، وحكومة برئيس ونهج وإدارة جديدة يبتعد عنها أطراف الصراع وألا يعود لها رئيسها ونائبه.
تعليقات