عمر الطبطبائي ينتقد جمعة الدستور أو الغضب، ويصفها بجمعة التشتت ؟!
زاوية الكتابكتب يونيو 9, 2011, 9:25 ص 837 مشاهدات 0
عمر الطبطبائي / من بين الآراء / جمعة التشتت!
أكتب لأحول همومي إلى كلمات لعل وعسى ألا أسمع صدى صوت كلماتي تعود إلى قلمي، أكتب متمنياً أن تجد تلك الكلمات طريقها إلى عقول تنصت، وضمائر تؤيد قلم يحمل بجوفة ضمير حامله!
أكتب لشباب جيلي ولرجالات المستقبل، أكتب لكل شريف همه الأول الوطن وهمه الأخير الوطن وما بين الأول والأخير يبقى الوطن.
أكتب لأن كلمة الحق في أمس الحاجة إلى من ينصرها ولو بجملة أو كلمة أو حتى حرف وهذا أضعف الإيمان. أكتب وأنا جالس على عتبات الأمل متمسكاً به خوفاً من ألا يلتحق بصديقه المدعو تفاؤل الذي هجرني منذ فترة ولم أعد أجد له طريقاً، أكتب والحسرة تجتاحني من كل جانب بسبب جمعة «التشتت»!
نعم جمعة التشتت والتي سميت بجمعة الدستور أو الغضب! والتي كانت في ساحة الصفاة بتاريخ 3/6/2011، فرغم من نجاحها إلا أنه لا يوجد ما يمنع بأن أنتقد سلبياتها والتي تتمثل «ببعض» الشباب الطموح (زيادة عن اللزوم) فالطموح حق مشروع للجميع، لكن ما هو غير مشروع ان يختلط هذا الطموح مع العناد ويكونا حاجزاً يمنع تكاتف الشباب لتحقيق الهدف الأسمى.
ففي هذه الجمعة انقسم الشباب إلى فئتين، شباب الصفاة ولهم كل الحق أن يطالبوا بأن يكون التجمع في هذه الساحة وفق الدستور الذي كفل لهم الحق الكامل في التجمع أينما شاؤوا، وصاحب الحق لا يهاب شيئا لأنه ببساطة على حق، وفئة شباب الإرادة الذين لهم كامل الحق أيضاً في أن يطالبوا بأن يكون التجمع في هذه الساحة لتفادي الصدام مع الأخوة رجالات الداخلية ولإيصال الرسالة من دون أي عقبات ولكسب الشارع العام، كلا الطرفين لهما كل الحق في اختيار المكان، لكن ليس لهم أدنى حق في تشتيت الشارع وتفكيكه فالحق لا يعطي صاحبه حق العناد، وهذا فعلاً ما حصل من البعض المؤثر للأسف، فبدلاً من التضحية من أحد الطرفين في سبيل وحدة الصف رأينا العكس تماماً فكان العناد سيد الموقف، والعناد هو لغة الأطفال التي لن تجد لها طريق في المجال السياسي، لذلك كان الأجدر التخلي عن هذه اللغة للتقدم خطوة نحو تحقيق الهدف.
للأسف ظن البعض أن التمسك بالعناد سيخلق منهم أبطالاً وطنيين، وظن البعض الآخر بأن العناد سيخلق منهم رموزاً وطنيين في الساحة، وجميعهم ظنوا وظنوا على حساب تكاتفنا، وتناسوا أن الرابح الأكبر من هذا كله هو من دفعنا للنزول إلى الشارع في المقام الأول!
فيا سادة يا كرام، في أداء الواجبات الوطنية لا تبحثوا عن أدوار البطولة فمن يلهث باحثاً عن هذا الدور حتماً سيحققه وسيكون بطلاً عند البعض لكن من ورق يتطاير اسمه مع أول نسمة من رياح النسيان، لا يكن همكم الأول والأخير هو الظهور بالصورة والتكسب ففي أجمل الصور وأشهرها لن تجد المصور فيها، كذلك أنت أيها الباحث عن دور البطولة لا يكن أكبر همك هو الظهور بالصورة!
بسبب عناد الطرفين خسرنا تعاطف الشارع العام، وأصبح البعض قلق على مستقبله من عنادنا وتشتتنا أكثر من قلقه من تخبطات الحكومة ورئيسها، فهم لن يقبلوا أن ترتطم أمواج عنادنا بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم، لذلك يجب علينا جميعاً التضحية والتكاتف في الجمعات المقبلة لأنهما أساس بناء طريق المستقبل في هذه المرحلة.
ولكي أكون أكثر إنصافاً... نعم أختلف مع كثير من التفاصيل، نعم هناك حركات صبيانية من قبل بعض الشباب قد يكون سببها الحماس الزائد، ونعم قد لا أتفق مع لغة الحوار المستخدمة وكذلك الاستفزاز من منظر حرق صور بعض الشخصيات، لكن يجب ألا يكون كل هذا عائقاً أو حاجزاً بيني وبين المساهمة في التخلص ممن حرق صورة الوطن داخلياً وخارجياً، والمساهمة ليست محصورة بالنزول للشارع إنما في أي مكان تجد نفسك فيه حتى لو في محيطك فبادر إذا كنت مقتنعاً!
دائرة مربعة:
دائماً ركوب أي موجة تغيير وقطف ثمارها أسهل بكثير من صنع الموجة في بداياتها!
عمر الطبطبائي
كاتب كويتي
تعليقات