نامي حراب يرى بفيلم العراب إسقاطا ملفتا على واقعنا السياسي، ويقول 'لا يجتمع فحلان في ذود' دعما للوثيقة

زاوية الكتاب

كتب 1991 مشاهدات 0

نامي حراب المطيري

الشعب يريد...توقيع الوثيقة!

نامي حراب المطيري

فيلم العرّاب أو ' godfather the ' الشهير الذي قام ببطولته الممثل العملاق مارلون براندو بمشاركة الممثل الشاب آنذاك إل باتشينو، والذي تدور أحداثه حول زعيم مافيا إيطالي يعيش في أميركا في فترة ازدهار ونفوذ عصابات المافيا ويتمكن بدهائه وقسوته في آن معاً من بسط سلطته وجبروته على باقي منافسيه.

هذا الفيلم يجسد بشكل مثير ومشوق نمط العلاقات الخاصة والدموية بين كبار زعماء هذه العصابات في تلك الفترة وما تحويه من استشراء سياسة الانتقام وتدبير المؤامرات والمكائد والدسائس وما يماثلها من موبقات إجرامية أضفت عليها فيما بعد صفة..الحرب القذرة!

المهم..ما سبق ذكره ليس دعاية لهذا الفيلم ولا دعوة لمشاهدته، لكني أرى من خلال البلورة السحرية أن هناك جانباً أو جانبين من اللوحة الدرامية للفيلم يتضمن إسقاطا ملفتا على واقعنا السياسي التعيس خصوصا بعد 'النكبة البرمكية' التي جعلت ' الحرشا' تتشح بجلباب السواد والقهر حزنا وكمدا على فراق...راعيها!

ولتقريب الصورة النمطية أقول... لم 'يسقط' الشيخ أحمد الفهد بسبب قشرة موز وطأها بحذائه الجديد، ولم يسقط ' راعي الحرشا ' لأنه داس على طرف بشته أثناء صعوده لمنصة الاستجواب، ولم يسقط وزير خطة التنمية ' اُم 37 مليار' لأن النائب عادل الصرعاوي 'عطاه عين' خوفاً من قوة ردوده وبراعة جنوده.

إذا السؤال المشروع و' المشموخ ' هو... كيف صار اللي صار؟!'

سأتقمص شخصية ' الملحوس حبتين ' وأوجه لـ' حضرتنا ' السؤال بصيغة أكثر اتزاناً : من الذي أسقط الشيخ عن حرشاه؟!

بالعربي الفصيح وبالكويتي المليح... إنها المؤامرة التي تجسد جانبا مماثلا لأحد المشاهد الأخيرة لفيلم العرّاب . ولولا المحاذير الرقابية لقلت لكم أسماء وعناوين وأرقام ' فانيلات' المتآمرين بدءاً من .... حتى... أخمص القدمين!

وهذا الأخير- أعني–النائب الذي أدى بمهارة عالية دور' أخمص القدمين ' في سلّم المتآمرين هو أحد مخرجات الدائرة التي يحدها من الشمال ضاحية صباح السالم ومن الجنوب الحدود السعودية!

وحتى لا يميل ميزان الإنصاف التاريخي وجب علينا أن نؤكد مجدداً أن المؤامرة بحد ذاتها لم تكن لتنجح في إحداث ثغرة خطيرة في أحد جدران قلعة الشيخ لو لم تكن القلعة وساكنوها يعانون أصلاً تدهورا حادا في الروح المعنوية وضعفا خطيرا في الخطوط الدفاعية، ناهيك عن' خلايا نائمة ' في الحجرات الخلفية!.. عموماً ما أفرزته الأحداث الأخيرة يثبت صحة المثل القائل 'لا يجتمع فحلان في ذود' وهو ما يعطي غطاء موضوعيا وعقلانيا للوثيقة التي اقترحها النائب مسلم البراك في جمعة الرد الأخيرة والمتضمنة دعوة النواب للتوقيع على بيان يطالب باستبعاد رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد ونائبه ' المغدور به' سياسياً الشيخ أحمد الفهد من المشهد السياسي حفاظا على استقرار' المركب الوطني' الذي تتقاذفه أمواج الطموحات السياسية والأحقاد الشخصية بعيداً عن الصالح العام.

أما الأصوات النشاز التي اعترضت على الوثيقة بدواع واهية فهي إما أنها 'غرقانة' في بحر العسل الحكومي أو أن ذاكرتها ' تعبانة ' في استحضار واستذكار بعض الحالات و الشواهد الدالة على مشروعية' جمع التواقيع' النيابية لأغراض سياسية وليس أدل على ذلك من هاتين الحاتين:

الحالة الأولى: بعد إنتخابات 2006 طالبت مجموعة من النواب عبر بيان مكتوب باستبعاد الوزراء محمد شرار و أحمد الفهد وناصر المحمد من التشكيلة الحكومية.

الحالة الأخرى: أصدر نواب 'إلا الدستور' بياناً شديد اللهجة ينتقد الحكومة ورئيسها على تعمدها تعطيل الجلسات بغية إسقاط الحصانة عن النائب فيصل المسلم. ولا ننسى كذلك وثيقة النائبة رولا دشتي لجمع التواقيع في دعم رئيس الحكومة سنة 2009 بعد فضيحة الشيكات ومصروفات ديوان الرئاسة وقد شارك في التوقيع ثلاثة نواب من كتلة العمل الوطني.

لذلك لم يعد للشعب الكويتي شعار في هذه الأيام التاريخية سوى شعار...الشعب يريد توقيع الوثيقة!

حكمة اليوم: قد يجد الجبان 36 حلا لمشكلته ....لكن لايعجبه منها سوى حل واحد هو الفرار.

نامي حراب المطيري

 

المستقبل

تعليقات

اكتب تعليقك