شهوة السلطة وعشقها يشبهها ذعار الرشيدي بعشق حسناء شقراء فارعة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1334 مشاهدات 0


السلطة.. فاتنة تقتل عشاقها 
 
الأربعاء 8 يونيو 2011 - الأنباء
 
 
ذعار الرشيدي

 

لا يمكن ان اشبه شهوة السلطة وعشقها إلا بعشق حسناء شقراء فارعة بعينين خضراوين. فمن يذق طعم السلطة فلا يمكن ان يحلو بلسانه اي شيء آخر. وكرسي السلطة، ايا كانت تلك السلطة، سلطة رئيس او حتى موظف صغير تمنح احساسا بالتفوق على الآخرين، وكثيرون هم من يقعون ضحايا وصرعى غرام تلك الحسناء المسماة «سلطة»، ويهيمون عشقا بها، بل وقد يتحملون قصف المدافع لأجل عينيها النجلاوين.. أليس هذا ما فعله الشاويش علي عبدالله صالح الذي قرر بيع ابناء شعبه مقابل عيون معشوقته، واما بن علي فغادرها مرغما، وكأن لسان حاله يقول: «ودعتها وبودي لو يودعني صفو الحياة واني لا اودعها.. ولكنه الفراق» الذي كتب على قائل البيت ابن زريق البغدادي كما كتب علي بن علي هربا.

وأفهم عشق السلطة بل وأقدره خاصة لزعماء الدول، ولكن ما لا افهمه ولا اجد له تفسيرا، عندما يتملك عشق كرسي السلطة موظفا على الدرجة الرابعة، ويعتقد انه و«ان كان الاخير زمانه ـ لآت بما لم تستطعه الاوئل»، ويتحكم في خلق الله من المراجعين ويستلذ بـ «سادية» تعذيبهم فقط لمجرد انه يملك مفاتيح تخليص معاملاتهم، وهو الذي نقله لي احد الزميل الفاضل طلال المحطب على شكل رسالة انقلها كما وصلت لعلها تجد صداها لدى وزير التربية الذي لازلت اعتقد انه جاء ليصلح جزءا من قاعدة الهرم المقلوب وهذا نص الرسالة دون ادنى تصرف مني:

«الشكوى لغير الله مذلة».. هذا ما ينطبق على حال كل من يسعى لمراجعة الدوائر الحكومية والعياذ بالله من موظفي الحكومة لا سلطهم الله تعالى على امته، من سخرية القدر ان اراجع منطقة العاصمة التعليمية لاستخراج شهادة الثانوية العامة لابني محمد باللغة الانجليزية وذلك رغبة منه لاستكمال دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الاميركية، وكم كانت الايام العشرة التي امضيتها متنقلا من منزلي لمنطقة الخالدية مأساة بمعنى الكلمة ولم اصل الى نتيجة مرضية لأن من بيده الامر موظفة تعمل على ادخال البيانات في الحاسوب حتى يتسنى للموظفات استخراج شهادة لابني، ولأن الموظفة لا ترد على الاتصالات بسبب اغلاق جهازها النقال المصروف لها اصلا من الوزارة، وللعلم فلا يوجد بديل عنها يقوم بذات المهمة، ولكم ان تقرروا حجم وقدر تلك المأساة التي مررت بها.

وبالامس اشتطت غضبا وهددت كل من كان في المكان الذي كنت أراجع به باللجوء للوزارة والمخفر للتبليغ عنهن بسبب التعطيل وافصحت لهن عن هويتي الصحافية، والمضحك المبكي يا أستاذ ذعار ان اتلقى اليوم في الواحدة ظهرا اتصالا من المنطقة التعليمية يبلغني بأن الشهادة جاهزة.

الآن لكم ان تقرروا وتخمنوا ماذا سيحدث للطلبة المقبلين على التخرج في نهاية الشهر الجاري وما ستقوم به معهم الموظفة المذكورة».

توضيح الواضح: على كل موظف (من أكبر موظف الى اصغر موظف) ان يفهم انه ما منح مركزه ولا يعطى راتبه الا لخدمة مصالح خلق الله، اما اولئك الذين يعتقدون ان المنصب (تركة) أو (هبة) او (عطية شيخ) فيحق عليهم الفصل قبل ان تحل عليهم لعنة يرميهم بها المراجعون ليلا ونهارا.

 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك