عبداللطيف العميري للمخلصين من النواب والشباب: لا تكونوا 'محاميا' فاشلا.. لقضية عادلة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1004 مشاهدات 0


محام فاشل.. لقضية عادلة! 
 
الأربعاء 8 يونيو 2011 - الأنباء
 

قضية الإصلاح ومحاربة الفساد وحماية المكتسبات الدستورية والوقوف ضد كل مفسد ومتمصلح ومتسلق على حساب مقوماتنا وأموالنا ومستقبل أجيالنا، هي قضية عادلة بكل المعايير نؤمن بها وندعمها ونسعى جاهدين الى إثبات وتحقيق عدالتها.
ان الاسلوب الذي يتعامل به الاخوة من نواب وناشطين وشباب في التعاطي مع هذه القضية قد يضر ولا ينفع ويخسر ولا يكسب، فاستخدام أسلوب الهجوم المبالغ فيه والصراخ والشتائم والاستهزاء وحرق الصور وغيرها من أساليب لا يحبذها أهل الكويت، وقد تكون النتيجة عكسية، وهذا ما يستغله أهل الفساد ومن تابعهم، فهم يفرحون بمثل هذه الزلات والهفوات ليصرفوا أنظار الناس عن القضية الرئيسية، وبالتالي ينشغل الرأي العام بهذه الأمور عن لب المشكلة ثم تضيع القضية.

ان على الاخوة حاملي راية الإصلاح ومحاربة الفساد أن يراجعوا أسلوب الطرح التقليدي المتمثل في المهرجانات الخطابية في ساحة الارادة وغيرها، وأن يتجهوا الى ابتكار أساليب جديدة من شأنها إقناع الناس بالأدلة والبراهين والأسلوب العقلاني الهادئ والرصين بعدالة ومصداقية التوجه الذي يسلكونه، كذلك لابد من استخدام وسائل الإعلام الحديثة في فضح أهل الفساد والمرتزقة السياسيين وتكوين قاعدة شعبية متفاعلة بقناعة مع ما يطرح، وبعد ذلك يكون من السهولة التعامل بفاعلية مع هذه القضية العادلة وساعتها لا يمكن للسلطة والحكومة والمتنفذين الوقوف ضد الرأي العام ويرغمون على الامتثال لإرادة الأمة.

ان صلاح النوايا لا يكفي ولكن يجب أن يتبع ذلك عمل دؤوب وهمة عالية وصبر ومصابرة في سبيل الاصلاح ومكافحة الفساد، وان مقولة بعض المثبطين «احنا أحسن من غيرنا» هذه لا تستقيم لأن النعم حتى تدوم يراد لها شكر وحمد، وكذلك تزول النعم بالمعاصي والفساد، فوقوفنا ضد الباطل هو سبيل بقاء هذه النعمة وان سكوتنا وقبولنا بالمنكر والفساد هو سبب رئيسي لزوال ما نحن فيه من نعمة ورغد العيش.

ان ما يقوم به الكثير من المخلصين من النواب والشباب من جهود وعمل دؤوب للوقوف ضد مؤسسة الفساد هو عمل يشكرون عليه، ونحن معهم ونؤيدهم ونضع أيدينا بأيديهم حتى النهاية، ولكن يجب ان تكون الوسائل مدروسة ومجدية لتحقيق الغاية المنشودة في الاصلاح فلا نكون محاميا فاشلا.. لقضية عادلة.

 

عبداللطيف العميري

 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك