نجلاء خليفة لرئيس الوزراء: أرجوك.. أرجوك يا ناصر.. لا ترحل ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1272 مشاهدات 0


 

بدون رتوش
 

ها قد رحل ناصر!

 
نجلاء عبدالعزيز خليفة

 
وأخيراً وبعد طول انتظار، وبعد ان اجتمعت كل الأصوات على كلمة واحدة، تحقق الحلم ورحل الشيخ ناصر المحمد من منصبه كرئيسٍ لمجلس الوزراء وهجر كرسيه بعد ان اقتنع ان وجوده لن يضيف شيئاً للمنصب الذي كلفه به صاحب السمو أمير البلاد بناء على الحق الذي منحه الدستور لسموه، فقد استمع الرئيس للأصوات الهاتفة ضده لا خوفاً منهم ولكن حباً في استقرار وطنه الذي بدأ يتمزق بأيدي المؤزمين والمتطرفين والمنافقين، ورأى سموه ان رأب الصدع بين الحكومة والمجلس لن يتم الا بتقديم استقالته، والآن ها هو الكرسي محل النزاع قد فرغ بانتظار من يجلس عليه، أما نحن الشعب الذين وضعنا مستقبلنا ومستقبل هذا الوطن أمانة في أيدي من نظنهم يستحقونها فاننا نأمل بغدٍ مشرق وشمس لا تغيب وأصبحنا برحيلك يا ناصر جاهزين لاعتلاء سلالم المجد التي وُعدنا بها والوقوف على سفوح جبال التقدم ننظر بشوقٍ الى وجوه من أملونا بتعويضنا عما فاتنا في وجودك، واعذرنا اذا تملكتنا الأنانية فأحببنا مصالحنا أكثر مما أحببناك فحب المرء لذاته جزء من حبه للآخرين، اذ أقنعنا ممثلونا أمام السلطة التشريعية ان وجودك هو العقبة الوحيدة أمام نجاح هذا البلد ولابد من ان تزاح تلك العقبة قبل ان نكون قادرين على المضي قدماً نحو التطور، ولأننا نعشق النجاح ونأمل في التنمية المزعومة فقد تركناهم يزيحونك، ولكن ها هو الوقت يمضي سريعاً والأيام تنطوي ولايزال الكرسي فارغاً، ولم نر للوعود التي سمعناها ظلاً، فرائحة الفساد مازالت تفوح من كل قطاعات الدولة، وعجلة التنمية باقية على وضعها المشلول، ولم يوقف غيابك الصفقات المشبوهة ولا الأعمال المخالفة للقانون، كما لم يعد الضمائر الغائبة ولم يرجع المال المسروق الى خزائن الدولة أو يتوقف سارقوه عن سرقته، ومازالت مؤسسات الدولة تعاني من صدأ القوانين وغياب التنظيم وضعف الادارة، أما التسيب والاهمال واللامبالاة فكلها كما كانت عليه في وجودك وربما أسوأ، والدولة تئن من آلام العجز والبطالة وقلة الخدمات وضعف الموجود منها وتهالك البنى التحتية وفساد البلدية وضياع الاستثمارات الخارجية منها والداخلية، فاذا كان كل هذا بسببك فعلاً فنحن اذاً بحاجة لرئيس بمواصفات عالمية ويحمل معه عصاً سحرية تحول هذه البلد الى جنة الله على الأرض وتصلح ما أفسده الدهر وتعيد روح الوطنية التي غادرت أجساد الشعب الذي سلم ما تبقى له من نفسه لأيادي نواب تلاعبوا بمصالح الوطن واستغلوا معاناة من استأمنوهم لتنفيذ مخططاتهم والوصول لأهداف أجنداتهم الخبيثة، ويبدو ان غيابك يا ناصر لن يغير شيئاً في كل ما نراه من حولنا، ويبدو ان العيب ليس فيك بل في شعب لا يتعلم من أخطائه ولم يستغل الفرص التي منحها له سمو الأمير حفظه الله ليختار خير من يمثله، فكنا سبباً في انجراف بلدنا الى الهاوية بارادتنا ومباركتنا لنواب منافقين طائفيين مجندين لتخريب هذا البلد، ويبدو أنهم سينجحون في ذلك، لذلك نرجوك يا ناصر ألا ترحل!.

نجلاء عبدالعزيز خليفة

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك