الإختلاف يحدث بأكبر الأسر برأي الطراح

زاوية الكتاب

الصراع له ضوابطه ودخول العامة فيه يزيد من رغبات التدمير ويكسر مقومات الدولة

كتب 2547 مشاهدات 0

المحمد والفهد والطراح


أنت وأنا


 

وحشية الديموقراطية ورغبة التدمير

 
د.علي أحمد الطراح

 
 
الانسان بطبعه يميل للوحشية واذا لم يخضع للتربية الاجتماعية التي تنظم سلوكه وتضبطه فهو بكل تأكيد لن يتوانى عن وحشيته لانها جزء من طباعه واليوم نحن نواجه وحشية غير طبيعية قد تؤدي الى انفراط السبحة او المسباح كما نقول بالكويتي. اليوم نحن نمر بمنعطف خطير يهدد الامن السياسي والاجتماعي للكويت وتضافر الجهود الخيرة مطلوب لوقف النزيف لهذا الجرح الغائر الذي لن يحقق النصر لأي طرف من الأطراف.
ديموقراطيتنا كان يجب ان تربي السلوك وتضبطه لا ان تمهد للتصادم المدمر لنا جميعا، فالديموقراطية هي سلوك نتعلمه في البيت والمدرسة ونحن وللأسف نريد ديموقراطية مفصلة نختار منها ما يتوافق مع رغبات متوحشة مضرة للوطن، فاليوم الصراع الذي تشهده البلاد يتكلم فيه الصغير والكبير والجاهل والمتعلم وحالة الانقسام عادة ماثلة أمامنا ولم يعد امامنا مجال للتطوير في البلد طالما الصراع الخفي يحرك كل شيء ويدمر ما زرعناه. الجميع في انتظار خطة التنمية ولكن أي خطة نحن بحاجة لها هل خطة بناء الجسور والطرق ام خطة لإعادة بناء الانسان وصقله لكي يؤدي دوره المطلوب، فعندما يذهب القانون مع الرياح وتغيب الهيبة للدولة ورموزها فكل شيء يذهب الى المجهول، فالتجريح ليس من الديموقراطية والتقصد والثأر لا يمت بصلة لقاموس الديموقراطية، فديموقراطيتنا باتت في خطر ولا يمكن ان نتركها تسير بناء على رغبات متوحشة لا ترى مصلحة الوطن.
الاختلاف والصراع العائلي يحدث في اكبر الأسر ولكن لابد له من ضوابط، ونحن ندرك ان صراع الاسر في دول الجوار له قنواته وضوابطه ولا يمكن ان يخرج للشارع لينقسم بين مؤيد ومعارض، فدخول العامة على الخط يزيد من رغبة التدمير ويكسر مقومات الدولة ولا نعتقد ان هذا ما نريد ان نحققه تحت قبة الديموقراطية. قد نختلف في السياسات ونتصارع ولكن دائما هناك وسائل لحل الصراع وهي وسائل متحضرة وليست متوحشة كما يحدث اليوم في الساحة الكويتية. نحن مررنا بمحنة خانقة كادت ان تضيع منا تراب الوطن وكان علينا ان نتعلم ونعي قسوة محنة التسعينات الا انه يبدو لنا ان الدرس لم يهضم وهناك ما يشير الى تكرار صراع القرارات وتعد على الرؤوس الكبيرة وضياع لهيبة الدولة وقانونها.
جميع المؤسسات الدولية نبهت لخطورة الوضع في الكويت، فاليوم لدينا تضخم في الباب الاول، باب الرواتب والكادر الخاص ولو تركنا الحبل على الجرار فسوف نقود البلاد الى المجهول، فلا يعقل ان كل فئة تريد لها كادرا يكلف ميزانية الدولة وتصمت الدولة بمؤسساتها ومن ضمنها مجلس الامة الذي تحول الى شعار تحقيق الرغبات الشعبية بل ذهب البعض من السلطة التنفيذية يلوم هذا او ذاك ويحمله سبب تأخير الكوادر لكي يكسب الشارع وهذا اشد من نواجه حيث الدولة تضيع من ايدينا ونحن نعيش تحت مظلة الصراع المدمر. فسمو الرئيس لم يقل في يوم انه لم يخطئ في سياسته بل يعلن وأعلن بانه يقبل النقد البناء والهادف اما رميه بسهام مدمرة وتحميله كل مسؤوليات ما يحدث فهو البشاعة والوحشية التي لا نريد لها ان تعيش بيننا. لعلنا نعي خطورة وضعنا ونصحو ونعي بان الأجندات الخاصة زحفت وستدمر البلاد، فلنقف لحظة ونفكر بخطورة ما يحدث ونوظف العقل ونعي بأن الكويت هي فوق الجميع.
وعلى المحبة نلتقي،،،

د. علي أحمد الطراح 

 

الوطن - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك