عن ألاعيب كتلة العمل الوطني، وممارستهم لأبشع أشكال الشتائم والتجريح بإستجواب الفهد- يكتب محمد الدوسري ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1489 مشاهدات 0


غربال 
وطنيون حقا وليسوا متاجرين يا مرزوق 
 
كتب محمد مساعد الدوسري

قال النائب مرزوق الغانم خلال ندوة أقيمت يوم أمس الأول في ديوان المنيس “إن من يخرجون في مظاهرات في الشوارع ضد الحكومة، ويدعون لتغيير لرئيس الوزراء، هم تبع لدولة أحمد الفهد”، وسرعان ما عاد الغانم لنفي هذا التصريح بعد وصول ردود الفعل القوية من الشباب الوطني عن طريق تويتر، علما أن تصريح الغانم الذي نفاه قد تم بثه في خدمات إخبارية كثيرة، منها على سبيل التحديد خدمة مؤسسة “الراي” الإخبارية المقربة من الغانم، فضلا عن حساب كتلة العمل الوطني في تويتر باسم “استجواب” وعلى ذلك، فهل ما قاله الغانم هو ما كان في قلبه وخرج على لسانه؟.
حماية كتلة العمل الوطني لرئيس الحكومة كان أمرا سابقا على هذا التصريح الذي يعد رد تحية أو رد جميل له على ما قام به من جهود في استجواب الوزير أحمد الفهد، إذ سبق لكتلة العمل الوطني أن تمنت على الشباب عدم تنظيم اجتماعات مناوئة لرئيس الوزراء، كما أنها لم تشارك أو تدعو أو حتى تبارك هذه التجمعات، على الرغم من مشاركة أحد أعضاء الكتلة في استجواب الشعبي المقدم لرئيس الحكومة، والذي أجلته إلى موعد غير معلوم لأحد، وهو الأمر الذي تسبب في اشتعال الغضب لدى الشباب بعد أن همشت الحكومة الدستور وفرغته من محتواه، علما أن الكتلة تخلت عن نائبها في هذا الاستجواب وأعلنت ذلك بكل وضوح، وهو الإجراء الذي لم تتخذه مع النائب عبدالله الرومي عندما امتنع عن التصويت في استجواب رئيس الحكومة على خلفية ما جرى من انتهاك لمنزل النائب جمعان الحربش وضرب المواطنين فيه.
تقاعس كتلة العمل الوطني عن التحرك تجاه ما يتعرض له الدستور من انتهاكات متكررة من قبل رئيس الحكومة هو دلالة على تحالف مصلحي تشكل سريعا بمعرفة وزير في الحكومة الحالية، وجاء هذا التحالف ليقضي على عدو مشترك لأطراف هذا التحالف، وهو الوزير أحمد الفهد، علما أن المناورات والتصعيد المتبادل بين الطرفين قد بلغ ذروته قبل فترة عندما أعلن الفهد وهو المسؤول عن خطة التنمية أن تمويل الخطة لن يكون عن طريق البنوك، وهو الأمر الذي يمس مصالح التجار بشكل مباشر، وذلك ما دفع بالعديد إلى توقع اقتراب الصدام مع كتلة تجمعها اهتماماتها التجارية أكثر من أي شيء آخر.
الأمر الأكثر غرابة مما سبق، هو استخدام النائب مرزوق الغانم لقاعدة “من ليس معي فهو ضدي”، إذ يتهم كل من يرى أن ما يجري هو صراع مصلحي بعيد عن الوطنية أنه تابع لأنداده، علما أن الكثير من المواطنين الكويتيين لا يزالون يتذكرون مواقف كتلة العمل الوطني من استجواب وزيرة التربية نورية الصبيح، عندما قام الغانم متحدثا في الاستجواب وقال جملته الشهيرة “محشومة يا أم عادل”، وهي الجملة التي يرى فيها الكثير من أبناء الشعب دلالات عنصرية ضد فئة معينة من الشعب الكويتي، كما أن الشعب لم ينس موقف الكتلة من استجواب وزير الداخلية السابق جابر الخالد عندما قام النائب عادل الصرعاوي مدافعا عن الوزير على الرغم من ثبوت إدانة الوزير في قضية اللوحات الإعلانية للإنتخابات وبقيمة تتجاوز خمسة ملايين دينار كويتي، وعلى ذلك فمن هو التابع لمصالحه الانتخابية والتجارية قبل أي شيء آخر؟.
إن أسلوب كتلة العمل الوطني في استجواب الوزير أحمد الفهد أظهر بما لا يقبل الشك كيف تتحول القيم والمفاهيم والأخلاق التي ينادي بها البعض، ثم ينتكس عنها ويمارس عكسها بمجرد تصادم مصالحه مع الواقع المعاش، فإذا كان أعضاء الكتلة وأتباعها ينتقدون الشتائم والتجريح في السابق، فقد مارسوه بأبشع أشكاله في جلسة استجواب الفهد، وإن كانوا ينتقدون “رمي العقل” فقد شهدنا العديد من العقل التي رميت في تلك الجلسة، وعلى ذلك فنتمنى أن من ينتقد الناس أن يرى نفسه أولا، ومن يريد أن يعلّم الناس الوطنية يجب عليه بداية ممارستها على أرض الواقع، أما ألاعيب المتاجرين بالوطنية فلا يمكن أن تنطلي على أحد بعد الآن.

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك