مسيرات الشباب بالشارع يراها حسن كرم من التأزيميين وذلك بدفع أقربائهم وسكرتاريتهم وأصدقائهم ؟!

زاوية الكتاب

كتب 647 مشاهدات 0

صورة أرشيفية

مسيرات الغضب..!!

 
حسن علي كرم
 

 
هناك الكثير من الكلام الذي ينبغي أن يقال.. وهناك الكثير من المواقف التي ينبغي ان توضح فالمشهد السياسي الكويتي لا ينم عن التشاؤم لكنه لا ينم عن الاطمئنان..!!
ربما قد يرى البعض أن خروج عناصر شبابية تقودها زمرة نيابية مأخوذة بهوس التأزيم فشلت في العمل البرلماني تحت قبة البرلمان فلجأت إلى الشارع تغطية لفشلها ودرءاً لمحاسبتها من الناخبين الذين وضعوا فيهم الثقة فتحاملوا على انفسهم مشقة الخروج والوصول إلى المقار الانتخابية ومنها الى صناديق الاقتراع آملين ان يكونوا محل الثقة وممثلين للأمة خير تمثيل ويقودوا الكويت على دروب الأمان والتقدم والنهوض لا أن يستمرئوا عادة التأزيم، والمناكفة، والخناقات والتخريب والعبث والاستخفاف بالقيم الأخلاقية وهدر الكرامات.
أقول ربما قد يرى البعض ان خروج العناصر الشبابية بغض النظر عن عددها أو ميولها.. قد يشكل وضعاً دخيلاً غير معهود على الشارع الكويتي إلا أن ذلك القول غير دقيق ولا يتطابق مع الحقيقة التاريخية لحراك الشعب الكويتي، فالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات والتجمعات كانت إحدى أدوات التعبير الفاعلة التي عبرت عن نبض الشارع الكويتي منذ ثلاثينيات القرن الماضي غير ان اختلاف المشهد باختلاف القضية واختلاف الزمن، لقد ظل المواطن الكويتي رغم البعد الجغرافي وضعف الاتصال الإعلامي متفاعلاً مع قضايا وطنه الكويتي وقضايا أمته ولم يكن معزولاً أو مشرذماً فالمواطن الكويتي انطبع على الوعي والإحساس بما يدور حوله، ولعل من ثمار ذلك تحقيق الديموقراطية والمشاركة الشعبية وقيام الدولة الدستورية لذا لا ينبغي ان تخاف أو تجزع السلطة من الشارع اذا كان الهدف من وراء الخروج هو مبتغى الاصلاح واضافة لبنة في جدار هذا الوطن العزيز ولعل الثابت ان السلطة لا تخشى من الشارع اذا بقي في إطار القانون والاعراف ولم ينحرف عن ذلك وهذا ما أكد عليه سمو رئيس الوزراء في تصريحه الصحافي الأخير لجريدة «السياسة» عندما قال «أما فيما يتعلق بحرية التعبير عن الرأي فإن الشارع مفتوح ولكن عليهم أن ينزلوا إلى الشارع ضمن القانون وعندهم ساحة الإرادة يعبرون فيها عما يريدون بكل حرية..» غير أن الذي يزعج السلطة ومعها الأغلبية الكويتية الساحقة هو الخروج على القانون واستغلال الشارع لوجوه غير مقبولة ومصادرة حق الدولة وفرض أجندات خارجية لا تستقيم ومصالح الكويت الوطنية.. فهل بقي مجال أو ثمة مسوغ عقلاني ومنطقي ووطني حتى يقتنع المواطن وترضخ الدولة لمشهد الاعتصامات والمسيرات التي دأب على تنظيمها التأزيميون وذلك بدفع مفاتيحهم الانتخابية وأقربائهم وسكرتاريتهم وأصدقائهم إلى الشارع بذريعة انها مسيرات شبابية غاضبة ويشهد الله ويشهد الشعب الكويتي ان هؤلاء لا يعبرون عن نبض الشارع ولا عن آمال المواطن الكويتي وإنما محسوبون على نواب التأزيم.. لقد تخلى الشيوخ عن الفداوية وظهر شيوخ جدد وفداوية جدد فواعجبا (!!!).
كيف يا أعزاءنا الشباب يا من تهرولون خلف هؤلاء التأزيميين من ساحة إلى ساحة ومن ديوانية إلى ديوانية ومن تجمع إلى تجمع بلا هدف حقيقي ولا مطلب وطني سوى هدف التخريب والفوضى وشل حركة الوطن كيف ترضون ان تكونوا أدوات وسلاحاً طيعاً بيد هؤلاء التأزيميين الذين اثبتوا فشلهم ويغطون فشلهم ذاك بالهروب إلى الأمام وبالتهييج والتأجيج وتقليب الحقائق والتحريض على النظام والأمن وتهديد الأمن الاجتماعي..؟!!
لا ينبغي ان تسلب عقول شبابنا هنا مشاهد الثورات الشبابية التي تشهدها بعض مدن عربية من دون أن يلموا بالاسباب والمبررات.. فهناك جوع وهناك اضطهاد وهناك الحرية المسلوبة وهناك البطالة وهناك الطبقية والفجوات الاجتماعية العميقة وهناك التعليم غير المجاني والعلاج غير المجاني وهناك.. وهناك.. فماذا عندنا يا شباب وما هو نوع الشكاوى حتى تحتلوا الشوارع وتسبوا الحكومة وتطالبوا برحيلها ورحيل رئيسها وتمزقوا صوره؟! هل هذا يليق بسمعة وبمستوى ووعي شبابنا الذين نبرأ أن يسقطوا في اختبار الأخلاق والفضيلة فهنا ولله الحمد وبفضله نرفل بالخير والنعمة، فالمواطن مؤمن على حياته منذ ولادته إلى مماته، وكذلك التعليم مجاني من الروضة إلى المراحل العليا والعلاج مجاني والرواتب مجزية والبطالة قليلة وان وجدت فقد اعطيت مكافآت شهرية للعاطلين وكذلك السكن شبه المجاني.. الخ.. الخ.. الكويت محسودة يا شباب والمواطن الكويتي محسود على وطنه فلماذا تريدون تخريب هذه الدرة الجميلة، تاج الأوطان الكويت..؟!!.
إن هناك من لا يريد الخير لهذا الوطن وهؤلاء التأزيميون لا يمثلون الأغلبية الساحقة للشعب الكويتي.. ولعل من الخير والحكمة كشف نوايا هؤلاء الفوضويين التأزيميين.
إن المسيرات والتجمعات الاعتصامات تظل مستحقة اذا وجدت هناك قضايا وطنية مستحقة ولكن عندما تتحول تلك المسيرات اشباحاً تهدد أمن الوطن واستقراره وتهدد النظام والوحدة الوطنية والأمن الاجتماعي فليس هناك مبررات تظل مقنعة لاستمرارها.. ياشباب…
علينا أن نعرف كيف نختلف وكيف نتحاور وكيف نتفق وكيف نجنب هذا الوطن العزيز مخاطر التمزق والانفلات.. ولنعلم ان الغضب من شيم الحمقى.. وليس من شيم العقلاء..

حسن علي كرم 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك