ذعار الرشيدي لوزير الخارجية: الإحتلال كان 'عراقيا' وليس صداميا ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 27, 2011, 11:38 م 912 مشاهدات 0
أمامنا 1000 صدام يا شيخ محمد
السبت 28 مايو 2011 - الأنباء
ذعار الرشيدي
المنطق البسيط يقول: «عندما نريد توسعة ديوانية منزلنا.. لتصبح بمساحة 60 مترا مربعا بدلا من 40 مترا فما الذي يغضب الجيران؟ وهل من المنطق ان يغضب جارنا لمجرد اننا نريد ان نوسع ديوانية أو صالة منزلنا؟ بأي حق يغضب؟ وهذا الجار نفسه الذي اقتحم منزلنا قبل 20 عاما وقتل المئات من اقربائي وذبحهم وعلقهم، ودفن جثث بعضهم في منزلنا وجثث بعضهم في حوش منزله، ومازالت بعض جثث اقربائي مدفونة في مكان ما في دهاليز منزله ذي الاقبية المتعددة، ومع هذا ولأننا نريد بناء مظلة سيارات أمام منزلنا او حتى نقرر فتح بقالة في منزلنا ومن حر مالنا يغضب ويثور ويتوعد قائلا: ستؤثر بقالتكم التي تنوون فتحها على بقالتي التي انوي توسعتها، هذا المنطق الاعوج الذي يحكم جار الشمال سيئ الذكر.
العراق الذي لم يستطع ان يسيطر على عقود النفط في الدولة الكردية ـ كركوك وما حولها ـ وهي التي تقع ضمن سيادة اراضيه يريد ان يمنعنا من حقنا المطلق والقانوني في بناء ميناء مبارك الداخل ضمن حدودنا البحرية والبرية بحسب الترسيم الاخير الذي وقعته حكوماتهم المتعاقبة ايام صدام وما بعدها.
المالكي وجوقة حرس حكومته ومعهم نوابه لا يستطيعون ان يمنعوا دولة كركوك الواقعة ضمن اراضي بلدهم «الموحد» من ابرام عقود نفطية بالمليارات، ويريدون ان يفرضوا علينا في الكويت ماذا يجب ان نبني وما يجب الا نبنيه، بل وصل بهم الامر رسميا الى مطالبتنا بمشاورتهم في حقوقنا.
أوجعهم الميناء الذي ننوي بناءه ولم يوجعهم او يحركهم او ينتقص من كرامتهم التدخل الايراني السافر في بلدهم حتى كاد يصبح محافظة ايرانية او انه اصبح كذلك فعلا.
والحرس الثوري الايراني يسرح ويمرح من تحت انف المالكي وجماعته، بل على عينهم ايضا وفوق اهداب رموشهم.
«يا أهل العراق.....» في الثاني من اغسطس لم نقم بغزو بلدكم، ولم نمسحه من خارطة العالم ونعلنه محافظة كويتية، ولم نقتل أبناءكم وندفنهم في مقابر جماعية، ولم نعدمهم أمام اعين امهاتهم برصاصة بـ 10 فلوس، لم نخطف ايا من ابنائكم او نأسر، ولم نضرب حلبجة بالكيماوي ولم نقصف البصرة بالمدفعية الثقيلة والطائرات، ولم نختطف نساءكم من شوارع بغداد، ولم نسرق منازلكم ونبع مقتنياتكم في سوق الجمعة، ولم نحرق آباركم، لم نشعل بينكم حربا اهلية كما فعلت ايران، والحاكم الأول للعراق بعد سقوط صدامكم لم يكن كويتيا وبالمناسبة اسمه بول بريمر وهو اميركي الجنسية، ولم نقم بصياغة دستور دولتكم، ولم نتدخل في انتخاباتكم، لم نسرق طائراتكم، ولم نلق بأطفالكم الخدج من الحاضنات في اغسطس ليلاقوا ربهم بلا ذنب اقترفوه سوى انهم كويتيون ابناء كويتيين.
قتلتم اسرانا ولم نقتل اسراكم، شتمتمونا بأقذع ما حوى قاموس الشتائم ولن نفعل لأن أخلاقنا لم تكن لتسمح لنا.
القرار 833 صادر من الأمم المتحدة وليس من مجلس الأمة الكويتي، فخصمكم الآن هي الأمم المتحدة وليس بلدنا، وقرار التعويضات اصدره مجلس الأمن وليس اعضاء مجلس الأمة الكويتي، والبند السابع الخاص بعقوبات الأمم المتحدة المفروضة على العراق قامت بتوقيعه الأمم المتحدة ايضا، ولم يوقعه اتحاد الجمعيات الكويتي.
رسالة الى وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح: عندما تبدأ بأي مفاوضات على اي مستوى مع الجانب العراقي لابد ان تعود المحادثات بكم الى نقطة ذات النفس الذي استخدمته الحكومة الكويتية عام 1990، فالاحتلال عراقي، وليس صداميا، العراقيون هم من احتلوا بلدنا وليس صدام حسين وحده، انتم قمتم بتخفيف اللهجة تجاه العراق واستبدلتم مسمى الاحتلال العراقي بمسمى الاحتلال الصدامي من اجل اشقائنا العراقيين و«مداراة لخاطرهم» فكأنما قمتم بمنح العراقيين صك براءة مطلقا، وهو أمر غير صحيح، العراقيون معظمهم كان مؤيدا لاحتلال الكويت، ولكنكم وبتخفيف اللهجة، وكأنكم قلتم لهم العراق الذي احتلنا قد رحل، وحل محله بلد جديد مختلف، وبدأتم التعامل على اساس جار جديد واناس جدد وفكر مختلف، وإذا بكم الآن بمواجهة صدام آخر، بل 1000 صدام آخر بذات الفكر وهو ذات الجار ونفس الوجوه التي احتلتنا قبل 20 عاما، فلا تهادنوا على حقنا، ولا تتهاونوا، ولو كان بالعراقيين خير لقاموا على الأقل بتأميم كركوك التي خرجت عن كامل سيطرتهم واصبحت كردستان شاء من شاء وأبى من أبى، ولن ندفن رؤوسنا في الرمال بعد الآن.
تعليقات