سعود السبيعي ساخرا من شباب 'جمعة الغضب'- مترفين، كائنات مسائية، من هواة التجوال بالأفنيوز ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 27, 2011, 1:02 ص 2791 مشاهدات 0
جمعة العنب وتجمع العنابيين
الجمعة 27 مايو 2011 - الأنباء
سعود السبيعي
اليوم يتوافد الغاضبون إلى ساحة الصفاة، فما أجمل غضب المترفين حين يغضبون! فهم كائنات مسائية لا تتظاهر إلا في المساء لأنهم من فرط رقتهم لا يتحملون أشعة الشمس، ولأن أغلبهم من هواة التجوال في مجمع الأفنيوز نهارا والقسم الآخر منهم يقضي نهاره نائما لأنه في إجازة دائمة عن العمل مع استمرار مرتبه وترقيته الدورية، هكذا هو «الغضب والا بلاش».
انهم لا يطالبون بعدالة اجتماعية، إنما بمزيد من الترف، إنها جمعة العنب وتظاهرة العنابيين تصطف فيها الكروش المتخمة والزنود المتورمة التي لم تضع لبنة في بناء ولم تساهم في عطاء ولم تشك من عناء، ولا أحد يدري لماذا هم غاضبون ولا أحد يعلم عن هوية من أغضبهم، ومازالوا مختلفين بينهم حول مكان تجمعهم، فكل عنابي منهم له رأي مغاير، ففريق يريد ساحة الصفاة وفريق آخر يريد ساحة الإرادة وأصبحوا فوضى لا سراة لهم حتى جهالهم سادوا، فما يريدون قوله فقد قيل وما يريدون فعله فقد حصل، إذن ما هو المطلوب؟ فإن كان الاعتراض على خيار سمو الأمير فقد اختار ومضى القطار أما إذا كان الأمر متعلقا بخلاف حول الدستور فأعيدوا قراءته فهو كتاب إن قرأتوه فلن تضلوا بعده فقد حسم أمر الخلاف لرأي الأغلبية وقضي الأمر، إذن ماذا تبقى لديكم أيها العنابيون؟! فلا تكونوا قوما لا يكادون يفقهون قولا، إن كنتم تريدون التعبير فعبروا عما تشاءون، ولكن ائتوني بجديد فقد سئمنا التقليد، وحدثوا العاقل بما يعقل وسوف يخرج معكم الناس أفواجا، حدثونا بإنصاف عن الانجازات بنفس القدر عندما تتحدثون عن الاخفاقات، حدثونا عن الجانب المضيء مثل حديثكم عن الجانب المظلم، ودعونا نحكم نحن الغلابة من الناس أيهما أحق بالاتباع؟
فالفشل في مجلس الأمة لا يمكن أن تحيله فوضى الشوارع إلى نجاح، والتجمهر لا يفضي إلى نتيجة، فنفسي «ومنى عيني» أن أرى تجمعا شعبيا لا يتحدث فيه نائب، فإلى متى وأنتم مختطفون من النواب تسيرون خلفهم كالقطيع بينما هم صنيعتكم؟!
أليس من بينكم أيها العنابيون من يجيد القيادة ولغة الكلام؟ وإن لم يستطع فبالإشارة فهي أبلغ من الكلام في زمن الطرشان واللبيب بالإشارة يفهم، ونحمد الله أننا شعب لبيب يحب كل ما هو غريب وعجيب.
ألا أدلكم على خير من التجمع كل جمعة على «الفاشوش»؟! فلماذا لا تنضمون إلى الفرق التطوعية التي تعمل للوطن بكل إخلاص؟! فهناك جماعة الخط الأخضر التطوعية، واسألوا عنها المبدع خالد الهاجري، وكذلك فريق الشيخة أمثال الأحمد، وفريق الغوص، وكثير من تجمعات الشباب الذي استخدم عقله لا زنوده في التجمهر المفيد.
تعليقات