الطفل بين مطرقة 'التكنولوجيا' وسندان 'المراقبة'
زاوية الكتابكتب مايو 25, 2011, 12:35 م 2777 مشاهدات 0
إن حصيلة ما يتلقاه الطفل من معلومات ما بين الفطام إلى سن البلوغ (الرابعة عشرة) تفوق كل ما يتلقاه بعد ذلك من علم ومعرفة بقية عمره مهما امتد عشرات السنين.
على هذه الوتيرة اصبح منوال الحديث عن التأثير الذي يتعرض له ابنائنا دون أي وعي ومعرفة عما يتعرض له هؤلاء الاطفال في هذا السن المبكر, فوسائل الاعلام المرئية والمسموعة تعد من اهم المؤسسات الاجتماعية والثقافية الموثرة في عملية التنشئة الاجتماعية, وذلك لاحتوائها على معلومات وقيم ووسائل ترفهية تجذب جميع فئات المجتمع.
ولانسان بشكل عام يتعرض لاخطر الصناعات في العصر الحالي وهي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة ( التلفاز), والتي تبث لنا من اكثر من 130 دوله حول العالم وعلى اكثر من 1000 قناة فضائية باختلاف دياناتها وثقافتها مؤثرة بفئة كبيرة من المشاهدين حول العالم, وذلك لسهوله توفرها ورخص ثمنها واحاطتها بالفرد من جميع الجوانب (مالك الاحمد, 2009).
ويقاس مدى تأثير الإعلام على الطفل خاصو بـ 4 عوامل هي:
1- نوعية الوسيلة ومدى انجذاب الطفل لها.
2- عمر الطفل وخلفيته الثقافية والبيئية والاجتماعية.
3- الوقت الذي يقضيه الطفل مع وسائل الإعلام.
4-
ويؤكد علماء النفس انه كلما ازداد عدد الحواس في تلقي فكرة معينة تزداد ترسيخها في ذهن المتلقي ( مالك الاحمد, 2009).
فالطفل يتعرض لمشاهد العنف والجريمة والصدمات الانفعالية واكتساب سلوكيات غير سوية يميل الى تقليدها وتطبيقها على من حوله , فالطفل في مرحله التجمع الأولي والثاني والتي تقع مابين 4 الى 6 سنوات, والتي تتميز بأن الطفل يميل الى اللعب التخيلي والتقليد بشكل كبير كما بين الدكتور نبيل عبدالهادي بكتابه ' سيكولوجية اللعب وأثرها في تعلم الاطفال', أي ان الطفل في هذا العمر وهذه المرحلة يكون لديه قابلية كبيرة لتلقي اكبر كمية من المعلومات بدافع الشغف والتطلع والاستكشاف, فكما اكد علماء النفس ان 89% من المعرفه المكتسبة تكون من خلال حاستي البصر والسمع, وان مدى استيعاب المعلومة يزداد بنسبة 35% عند استخدام الصوت والصوره معا ومدى احتفاظنا بالمعلومة يزداد بنسبة 55% ( مالك الاحمد, 2009).
وتشير نظرية الغرس ايضا ان التلفزيون اصبح احد افراد العائلة بحيث يرتبط به الاطفال بسن مبكر مؤديا دورا تعليميا ثقافيا مشبع جميع رغباتهم المعرفية من خلال برامجه المتنوعة.
فأنت كمربي وكوالد اجلس مره وتابع ما يتابعه ابنائك من برامج كرتونية, ستجد ان 90% من تلك البرامج الكرتونية يقدم شخصيات خيالية مفزعة لديها قوى خارقة سواء لصالح الخير او الشر, وتقوم مشاهد هذا الكرتون على الصراع والتدمير والحيل والخداع لتحقيق المطالب الشخصية, فهي لا تزرع الشجاعه والقوه وحب الخير في نفس الطفل والمراهق بل تزيد به نزعات العنف والقسوه والظلم واو القلق والخوف.
ففي دراسه ألمانيى قرأت عنها نشرتها مجلة الأطباء الألمانية أن التلفاز له تأثير ضار على مخ الأطفال الصغار.
وأوضحت المجلة التي تصدر من نوي أيسنبورج إن البرامج التليفزيونية الخاصة والعروض التي تستهدف الأطفال ذات تأثيرات غير حميدة على مخ الأطفال.
وبين تقرير المجلة مستندا إلى البحث الذي قام به الباحث مانفريد شبتزر من مدينة أولم الألمانية والمتخصص في أبحاث المخ إن التلفاز يلحق ضررا بمخ الأطفال، لأن المخ لديهم لا يمكنه معالجة ومتابعة الصور والضوضاء المتلاحقة الصادرة من الجهاز.
فبعد الاطلاع على مصادر كثيرة من ارباب الكتب التي كتبت عن التلفزيون والمصادر الانترنت القيمة التي تحدثت بكثب عن هذا الموضوع, لا يسعني غير ان اقول ان تأثير الاعلام على الأطفال تأثيرا واضحا مباشرا, حيث يتجلى ذلك في تكوينهم الشخصي والنفسي والسلوكي وكذلك الفكري, لذى يجب أخذ الحيطة والحذر وعدم التقليل من شأن خطورة هذه الوسيلة الاعلامية على الأطفال, فصحه ابنائنا واقتصادنا وامالنا فيهم قد تخيب بيوم من الايام بسبب سلوكيات خاطئة منا ومن عاداتنا.
باسمة التميمي
المراجع:
- مالك ابراهيم الاحمد.(2009). دور الإعلام في تربية الأطفال, ملتقى جمعية الرحمة الطبية الخيرية, شبكة الكفيف العربي.
- محمد بن علي شيبان العامري. (2010). تأثير وسائل الإعلام على تربية أبنائنا, موسوعة تعلم معنا مهارات النجاح
- نبيل عبدالهادي . سيكولوجية اللعب واثرها في تعلم الاطفال, دار وائل للنشر.
تعليقات