خضير العنزي يرجع 'أزمتنا' إلى غياب الدولة بمؤسساتها ورجالاتها ونخبها ومثقفيها ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1920 مشاهدات 0

خضير العنزي

رأي ونص 
لا يهم.. وإن احترقت البلاد! 

كتب خضير العنزي : 

 
نحن نمرّ بأزمة، ومن يقُل غير ذلك فهو كمن يدسّ رأسه في الرمال، محاولاً الكذب على نفسه. أزمتنا ليست بسبب غياب الدولة بمؤسساتها، بل - أيضاً - غياب رجال الدولة ونخبها ومثقفيها، وساد فيها مدّعو الثقافة وأهل المصلحة وصائدو الفرص ومستغلو الأحداث.
أزمتنا ليست باعتداء نائب على نائب، بل الأزمة الحقيقية هي بتلك الثقافة التي دفعت هذا النائب للهجوم على ثقافة زميله الآخر، على فئته وعلى طائفته وعلى قبيلته، وما كان لهذا الانحراف ان يتم الا بسبب سكوتنا، دولةً وشعبا وقوى حية، اجتماعية وسياسية عن مسيرة طويلة من الاستهداف والاستهزاء والإلغاء والطعن بالوطنية، فأضحى المجتمع مقسماً بين سني وشيعي وحضري وبدوي، فنحن نعيش - يا سادة - نتائج لا مسببات، حقائق مؤلمة لا تداعيات تم رصدها للتو وأزعجتنا بتصرف هنا أو هناك.
نحن أمام مشكلة، بل أزمة تستوجب منا جميعاً التداعي الى تجاوز جراحها للبحث عن مخرج يضمن للوطن استقراره ووحدته ومنعته من الانزلاق الى مهاوي الفتنة، التي تطل برأسها في خطاباتنا وأحاديثنا وندواتنا من دون إدراك من أغلبنا الى خطورة الكلمة، التي هي أوقع من السيف، فالفتنة أشد من القتل. ولا أخفيكم فإن كل ناشط، نائبا كان أو مشروع نائب، يتناول الهجوم أو التشكيك أو الهمز أو الاستهزاء أو الطعن في الوطنية والدين للآخر، يعتقد انه ضمن كرسيه ومهد لطموحه، فهو حامي الطائفة وفارس القبيلة وراعي الفئة من آخرين قد أعلن رموزها ونوابها ومشاريع نوابها إلغاءها او تهميشها وسحقها، لهذا يرون في رمزهم مشروع دفاع مشروعا، فهم لم يلتفتوا الى فكره أو رؤيته وحتى برنامجه لبناء الوطن ونسج سياج وحدته، فهم - أي القاعدة - لم يتركهم من أراد إلغاءهم الى التفكير الحضاري في بناء الدول، فهم أمام مستجد حال بينهم وبين الاستقرار والطمأنينة في وطن يستوعبهم الى حالة الاستفزاز من آخر يريد إلغاءهم وشطبهم وتدميرهم. وأدواته إعلام وتساهل في القانون وغض الطرف عن السلوك، عندما تخاطب وقد غابت الدولة عن دورها، وأغمضت النخب المثقفة ورجال الدولة أعينهم عن خطاب غوغائي، وعجزت القوى الحية في المجتمع من تيارات سياسية ومؤسسات المجتمع المدني، عن مجاراة خطاب الغوغاء الذي ساد وتجبر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

خضير العنزي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك