فيصل الزامل يدعو للإستفادة من تجربة مصر بمواجهة الطائفية في الكويت ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 22, 2011, 10:50 م 1452 مشاهدات 0
فيصل الزامل
استفيدوا من تجربة مصر لمواجهة الطائفية
الاثنين 23 مايو 2011 - الأنباء
قراءة ما حدث في مجلس الأمة الكويتي عبر الصحف العربية تختلف عن قراءته في صحفنا، هم قارنوا الاحتقان الطائفي في مصر بحالة الكويت والبحرين حيث لا توجد جهود حقيقية لوقف تراكمات مفتعلة، بينما في مصر أعلن المفكر الإسلامي محمد سليم العوا أن السيدة كاميليا التي سارت المظاهرات لتحريرها من احتجاز الكنيسة لها وقتل في مصادمات طائفية بسببها العشرات، أعلن د.سليم العوا أن كاميليا هذه لم تدخل في الدين الإسلامي وأنه تم تحوير ظروفها الاجتماعية إعلاميا عن سياقها، فحمل المتظاهرون يافطات من نوع «عايزين أختنا كاميليا»!
وفي عنفوان ثورة يناير الماضية التف العشرات من الشباب المسلم حول كنيسة لحمايتها عندما قيل انها ستتعرض لتخريب، وفي الأسبوع الماضي انطلق «قطار المحبة» حاملا شبابا من الديانتين عبر أقاليم مصر للتحذير من استهداف الوحدة الوطنية، ثم خبر.. «الإخوان المسلمون يؤسسون حزبا من 8.821 شخصا من بينهم 93 مسيحيا و978 امرأة»..الخ، مثل هذه الجهود لم نر لها مثيلا في الكويت والبحرين، من الجانبين، ان لم نقل ان الطرفين سعداء لزيادة الشحن، على الطريقة العراقية التي تم فيها تسيير المواكب لإظهار الكثرة و«خذوهم بالصوت» والنتيجة أن تحول العراق الى حمام دم منذ ست سنوات، هل هذا ما يريده البعض للكويت والبحرين؟!
لقد كتبت منذ فترة عن مبادرة كريمة في ديوان السيد علي المتروك والمرجو أن تتكاثر وسائل التواصل كي يعلو صوتها فوق صوت التشنج، ومن المعيب أن تنجح الجهود في مصر بين أصحاب ديانتين وتتباطأ بين أهل قبلة واحدة، وليس من العقل ولا من الدين استخدام السباب «ليس المؤمن بسبّاب ولا لعّان ولا طعّان» بل نهى القرآن الكريم حتى عن سب الكفار (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)، إذا كان هذا هو الحال مع الكفار فهو أوجب مع المسلمين، ولا تسل عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن أن يطال السب أهل بيته، هذه ثقافة مريضة، سواء بالفعل أو برد الفعل، كلاهما مرفوض، أين المنطق في.. «لي حق ألعن من يعز عليك، وإذا ترد فأنت تكفيري»؟!
التربة الوطنية تحتاج الى حرث من جديد يسمح بدخول الهواء الى باطنها وتعقيمها من ميكروبات التعصب والاستقواء بالغير على بني جلدتك ووطنك، لابد من استرجاع التراحم القديم بين أهلنا من كافة أبناء الوطن الذين حملوه على أكتافهم في السراء والضراء، هذا الدور الكبير له رجال ونساء أقوياء طافحون بالثقة في النفس، لا تأخذهم في الحق لومة لائم من نصف متعلم ولا من منتفع أو مغرض اندس بين الناس.
حفظ الله الكويت، وحفظ الله البحرين، وبارك في سواعد الخير سواء في كتابة نافعة أو سعي مشكور يحقن به دم الوطن من أن يهدر عبثا.
كلمة أخيرة: التعريض بالعمل الخيري من البعض يقابله ثناء دولي وتعاون من الأمم المتحدة مع جمعياتنا الخيرية لأنهم وجدوا شبابا يتفانى لإيصال المساعدات لمستحقيها، بعيدا عن التنافس السياسي – أتحدث عن قرب شديد من هذا المجال – هذه الجهود الطيبة أعانت بيوتا كثيرة على الصمود، ودَرّست عشرات الألوف ممن قصرت بهم الموارد المالية وعالجت كثيرين، لم يفهم هؤلاء سبب تهجم البعض عليهم إلا بعد أن قالت السيدة الفاضلة غنيمة المرزوق: «لأنهم لا يستطيعون تحقيق الإنجازات التي حققها العمل الخيري حسدوكم على النجاح، استمروا وفقكم الله». شكرا يا أم هلال، فبمثل شخصك الكريم، ومئات الألوف من أهل الخير ترفع الكويت سارية عملاقة مانعة لصواعق الفتن والمحن، وليس لدينا قوة كافية لحماية بلدنا أفضل من هذه السارية.
تعليقات