بالعقل والمنطق والابتعاد عن حساباتنا الشخصية نواجه الأزمات.. هذا ماينصح به د. علي الطراح
زاوية الكتابكتب مايو 22, 2011, 2:17 ص 611 مشاهدات 0
عندما تعم الفوضى تدق أجراس الخطر
ليس اخطر على وطننا من ان تعبث به الفوضى والاسوأ ان نختار الصمت ونترك المجاملة والنفاق يشقان طريقيهما بيننا لتدمير النفس الحر الذي نستنشقه من تراب الوطن. فاليوم نخرج من أزمة وندخل أخرى والحبل على الجرار حيث الفوضى تعبث بحياتنا ولم يعد أمامنا سوى المواجهة بالعقل والمنطق والابتعاد عن حساباتنا الشخصية التي رسختها ديموقراطية معوجة، فكان يفترض في ديموقراطيتنا ان تبعد عنا شبح الانقسام، وتجمعنا على ما يوحد الوطن وأمننا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
بالأمس اختلفنا في البحرين وشق الخلاف طريقه الى خارج حدود الوطن وترك آثاره تنسحب علينا جميعا، ففي البحرين كان علينا جميعا الدفع بالمصالحة والتصالح على اصلاح الوضع لتعزيز موقع البحرين ولكن لما وصل الأمر الى التهديد بخلع الحكم وبيته دب الخوف فينا لكون الشعارات خرجت عن مسارها وتداخلت مصالح خارجية وتقاطعت مع مصالح مختلفة ومن حقنا ان نخاف على البحرين كما نخاف على وطننا في الكويت، واليوم نختلف في سورية والخلاف له ملامح العناد ويدخل ويتشابك في خلافنا في البحرين. فالمطالبة بالاصلاحات العاقلة والعادلة ليست بمعيبة للحكم، فالحكم يخطئ وعلينا ان ننبه وندفع نحو تلاحمه مع شعبه، فلا نريد ان نحصر الخراب بشخص واحد كما يفعل البعض لدينا في الكويت.
دخلنا طريق الفوضى وعندما تعم تغيب الحكمة ونصدر الأحكام السريعة والمنفعلة ولو صمتنا فالفوضى والخراب في الانتظار، والمرارة ان نصر على الصواب ونسيء الظن في كل شيء لان كلنا يعتقد انه يملك الحق والحقيقة. الانقسام بيننا هو ما يهدد ديموقراطيتنا حيث ان ترميم خلافاتنا لم تعد عملية سهلة لان منبعها يخرج عن دائرتنا وترابنا الذي نعيشه ويعيش فينا، والأخطر ان نسطح ما يحدث ونلجأ مرة تلو المرة الى عادة لم الشمل والشمل يبتعد عنا لكونه ليس أولوية بيننا وهكذا تعم الفوضى ونشعر بالخوف على وطننا مرة تلو المرة.
كما يقولون نحن «عود من حزمة» ولسنا من الدول الكبيرة التي تصنع القرارات وتغير السياسات العالمية، وغياب هذه المعادلة يدفعنا لمزيد من الفوضى ولفقدان مزيد من الحلفاء، ففي سورية وفي كل البلاد العربية نحن مع الاصلاح المدروس وليس مع مطالب الرحيل للقيادة، فقبل الخروج للشارع اعرف شخصيا بان النظام استوعب أخطاءه وبدأ بعضاً من خطوات الانفتاح ولكن أحداث مصر وتونس واليمن عجلت بالتصعيد والمواجهة وما كنا نرغب بالمواجهة المسلحة ومن يدفع بها يخسر موقع قدمه، فهكذا يختلط كل شيء في المشهد العربي ويتشابك مع مشهدنا المحلي.
الكويت جزء من الحزمة الخليجية، والدخول بمتاهات الخلافات الخارجية واللعبة السياسية يقربنا من حافة الخطر، فمطالب الرحيل لا نملكها لكوننا لا نفكر بالعقل ولا ننطلق من مصالحنا الوطنية الخاصة بنا، ودخول أعضاء الأمة في حدود خارج الوطن يدفع بمزيد من الفوضى ولعلنا نهتدي بالتاريخ بعبره ونبطل حالة الفوضى التي تدب بيننا وتضيع أغلى ما عندنا ألا وهو الوطن. فالحكمة مطلوبة وكلمة الحق واجب علينا ان نقولها ولعل الحكماء يقلعون عنهم ثوب الصمت، فالخاسر فينا الوطن الذي ضاع منا في التسعينات من القرن الفائت.
وعلى المحبة نلتقي،،،
د. علي أحمد الطراح
تعليقات