مساحات التعبير عندنا ضاق بها الخناق وأصبح التعبير عندنا حوارا بالعُقل برأي عبدالعزيز التويجري
زاوية الكتابكتب مايو 20, 2011, 1:09 ص 724 مشاهدات 0
عقلية كرة في البرلمان!
كنا نتطلع ونتأمل من مجلس الأمة حوارا بالعَقل (بفتح العين)، فشاهدنا حوارا بالعُقل (بضم العين).
لقد أصبح من المؤسف أن يتحوّل مسار الديموقراطية من خطها الحضاري كمنهج يؤدي إلى إيجاد فسحة واسعة من التعبير عن الرأي والاستماع الى الرأي الآخر ومناقشته، الى مساحة لتضييق الخناق على الحريات وأخذها كرهينة لمنطقة فئوية ضيقة.
ما حصل في مجلس الأمة يوم الأربعاء الماضي، جاء نتيجة أن العديد من النواب لا يعلقون أفكارهم الخاصة عند باب قاعة عبدالله السالم قبل الدخول اليها، ولا يستطيعون أن يتخلوا عن معتقدات لا تهم كل شرائح المجتمع الكويتي، وهذه المعتقدات التي تهم جزءا من المجتمع وليس كله، موقعها ليس في مجلس الأمة، لأن كلمة الأمة مصطلح أوسع من الفئوية الطائفية أو العائلية أو القبلية أو الحزبية.
ولذلك حين يناقش البرلمان قضية ما، فإن بعض الأخطاء لا يأتونها من زاويتها الموضوعية، ولا من الزاوية التي تخص الوطن بأكمله، بل أصبحوا ــ وللأسف ــ يغلّبون هذه الأفكار الضيقة والمحدودة التفكير بفئويتهم المحيطة بهم.
فمثلا عندما تتم مناقشة معتقلي غوانتانامو، فحري بالنواب أن يناقشوها من باب إيجاد حلول منطقية للتوعية وللحيلولة دون أن تتكرر مثل هذه الحالات، لا أن يصبّ زيت الفتنة فوق النار، وكذلك الأمر عندما تتم مناقشة الإساءة الى مساجد الشيعة او مساجد السنّة، فمن الوعي ان يناقش النواب هذه الحالات بغرض ايجاد ضوابط توعوية تمنع استفحال مثل هذه الحالات، لا ان يحدث صراع حولها، او ان يتمترس كل نائب وراء طائفته، وفي مثل هذه الحالة، بماذا يختلف شخص جاهل ومتعصب خارج المجلس عن عضو مجلس امة متعصب ايضا؟
المشهد المحزن الذي شاهدناه في مجلس الأمة يوم الأربعاء، وخصوصا قفز الجمهور الى داخل الصالة، لم نكن نشاهده الا في مباريات كرة القدم، فهل وصل مستوى الخطاب السياسي عندنا الى الحد الذي يتدخل فيه الجمهور على طريقة أهل الكرة في فض النزاعات أو في تأجيجها؟
ومضة (1):
كنا في السابق نجزع عندما نسمع كلمة حل مجلس الأمة، ونحسب ألف حساب لهذه الكلمة، ولكن بصراحة نقولها اليوم وبالعامية: «ما عاد تفرق».
ومضة (2):
كوادرنا الطبية الوطنية أخذت تأخذ مكانتها اللائقة على الساحة الطبية، حيث تشهد المستشفيات الرسمية، أسماء لأطباء يقدمون مثالا رائعا للعقلية الكويتية التي درست واجتهدت، وها هو المجتمع يجني ثمارها، ومن هذه الأسماء التي وصلتني إشادات بحقها من مرضى ــ شفاهم الله ــ الدكتور علي السيد، وكذلك الاستشارية الدكتورة ابتسام بدر، في قسم الجراحة بمستشفى مبارك الكبير، أي نجحنا بالجنسين الرجل والمرأة.
عبدالعزيز التويجري
تعليقات