ليس كل مسؤول أو وزير قدم خدمات لوطنه بطلاً يجب أن يسمى شارع باسمه بعد وفاته.. مقتبس من مقال خولة العتيقي
زاوية الكتابكتب مايو 18, 2011, 2:44 ص 698 مشاهدات 0
تسمية الشوارع
هل هي قضية، وإن كانت قضية هل هي قضية اجتماعية أم سياسية؟ ولماذا تحتل المطالبة بها مساحات من الصحف ووقتاً من حوارات الناس في مجالسهم ودواوينهم؟
كلما توفيت شخصية عامة وبعد دفنها مباشرة خرج من يطالب بتسمية شارع من شوارع الكويت باسمها، وأصبحت هذه المطالبة شرعية تثير جدلاً وحزازات وتفسر تفسيرات وتنسى بعد اسبوع أو أسبوعين ليموت آخر وتدور العجلة دورتها.
الموت حق ويموت في كل يوم من الشخصيات العامة مجموعة قدمت خدمات لوطنها واذا سميت شوارع الكويت بهذه الاسماء معناه اننا لن نجد شارعا نسمي عليه أحداً في المستقبل القريب جدا، ثم ان الشخصية العامة لا تذكر ولا تقيم بتسمية شارع باسمها قد يكون منزوياً في منطقة ما أو مكان ما. العمل يخلد الإنسان، الأبناء حين يقتدون بأعمال أبيهم الظاهرة ويتخلقون بأخلاقه يخلدونه ألا نقول في أمثالنا: «هذا الشبل من ذاك الأسد»، ثم إن هناك كثيراً من الشوارع سميت بأسماء أشخاص، حصلوا على الجنسية في وقت متأخر ولم نعرفهم إلا بعد أن شاهدنا أسماءهم معلقة على الشوارع، الشوارع تسمى بأسماء العظماء والذين قدموا خدمات جليلة للوطن، والجليلة لا نعني بها من عمل مخلصاً في وظيفته فهذا واجبه ولكن من قدم شيئاً فوق الواجب بل أكثر أو من قام بعمل بطولي خارق أو اسهم في تنمية غير معتادة لمجتمعه أو اخترع شيئاً مفيداً. حتى شهداء الجنود لا نستطيع تسمية الشوارع بأسمائهم فما أدرانا من أدار ظهره هرباً من المعركة ومن أقدم. بل قد يكون لمن أقدم في المعركة شهود أو أثر أدى إلى الانتصار.
فالامر كله نسبي، والموضة الجديدة التي بات الناس يتداولونها والصحف تؤجج نارها يجب أن تتوقف وتترك للتقدير فما كل من يموت يعتبر بطلاً يجب أن يسمى شارع باسمه وليس كل مسؤول أو وزير قدم خدمات لوطنه بطلاً يجب أن يسمى شارع باسمه، ولكننا في الكويت وعلى عادتنا لنا موضات سنوية نتحدث فيها ونستذكر ثم ننسى ما تحدثنا به وما طالبنا به، وما تحدثنا عنه وكأنه أمر مصيري تتحدد به شؤون البلد، والأرقام للشوارع الفرعية أسلم وأوضح لمعرفة العناوين، وليس كل شخص مات أصبح من واجب الدولة ان تسمي شارعاً باسمه، ولم تصبح التسمية تخليداً للشخص مع جهل أجيالنا الجديدة بتاريخنا القريب، مدرّسة في الجامعة تقسم بأن طلبتها لا يعرفون من هو « عبدالله السالم» أحدهم يقول لها سمعت عنه في العيد الوطني… تخيلوا!!!
خولة العتيقي
تعليقات