الثورة المصرية .. ناقصة

زاوية الكتاب

كتب 1841 مشاهدات 0

صورة أرشيفية

الثورة المصرية .. ناقصة!! مع نجاح الثورة الشعبية في رومانيا عام 1989 ضد الدكتاتورية، القي القبض على الرئيس شاوشيسكو وزوجته الينا، وبعد محاكمة عسكرية سريعة 'سفري' تلت القبض عليهما نفذ ثلاثة جنود حكم الإعدام بهما رميا بالرصاص، عقب اختيارهم من بين 300 جندي تطوعوا لتنفيذ المهمة.
إعدام شاوشيسكو وشاوشيسيكيته معا، مشهد يحضر أمامي بكامل هندامه وأناقته ضاربا لي التحية مع توالي الأخبار عن محاكمة الرئيس المصري، الفرعون 'مبارك عنخ آمون' ابتداء من عزل الجيش له ثم ترحيله إلى منتجعه المفضل شرم الشيخ لمدة شهرين، إلى أن تم خضوعه للاستجواب في مستشفى المنتجع في الجناح الرئاسي بدلا من سجن طره ما أثار غضب الشعب، فاضطر المجلس العسكري إلى ان يتحجج بمحاذير أمنية وصحية تحول دون نقله إلى طره وليس إلى ضغوطات من بعض الدول بتعريض العمالة المصرية لديها للترحيل.
الغريب أن هذا السجن الذي ينتظر مبارك بفارغ الصبر ان أخذت العدالة مجراها، تم افتتاحه في 4-5-1928 وهو اليوم ذاته المولود فيه 'الريس' ..فسبحان الله الذي أوجدهما لبعض، فهل سمعتم عن سجين مثله.
حقا إنها آية لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد. ان من أولويات الثورة الإسراع والجدية بمحاكمة الرئيس المخلوع، فان كان بريئا قالوا له:' شمعه .. فله..منوره .. طبعا نعم .. أنت معانا' وإما إذا ثبتت إدانته وهي أسهل من 1+1 في إحدى التهم كإعطاء الأوامر بقتل المتظاهرين، وجب تنفيذ حكم الإعدام به 'فريره' قبل ان تبرد دموع أهالي الضحايا ويجف عرق الثوار، لكن ليس سحلا بالشارع كما فعل الجار الشمالي بوصي العرش عبد الاله بن علي عام 1958 ولكن رميا بالرصاص .
وكفى الله المؤمنين القتال، وتوته توته..خلصت الحتوته !! وحينها سيتطوع ما لا يقل عن 30 مليون مصري للتنفيذ، وربما اختار المجلس العسكري ثلاثة منهم فرقة إعدام لمخلوع 'خلوع' مصر 30 سنة، متفوقا بالحكم سنتين على الفرعون رمسيس.
المثير للسخرية ولا نملك إلا ان نكون من الساخرين، ان بطل الأرصاد الجوية أو الضربة الجوية لا فرق، صاحب الثلاثة والثمانين خريفا وشتاء وصيفا تكاد تأتيه سكته أو 'ضربة قلبية' كلما جاء المحققون لاستجوابه، ويقول في هلع للمخلوعة زوجته وللأطباء من حوله 'حيحبسوني.. حيحبسوني'!!
ان الشعب المصري ما زال ينظر إلى ثورته على أنها ناقصة، طالما ان الأربعين حرامي أودعوا السجن ببدل الحبس البيضاء كالسنافر، فيما كبيرهم الذي علمهم السحر.. زعيم العصابة علي بابا، على سرر مرفوعة وأكواب موضوعة في مستشفى شرم الشيخ، وعليه فان على المجلس العسكري ان يثبت للشعب الذي دفع ثمن الحرية من دمه، ان صفحة جديدة قد فتحت، وان عصر الفراعنة المتفرعنين قد دفن سرمديا، ليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. وان الذي أوله شرم .. آخره طره!!!

خالد بوقدوم

 

الآن

تعليقات

اكتب تعليقك