مذكرا إياه بوحشة القبر وعذاب الآخرة
زاوية الكتابنواف الفزيع مخاطبا ضمير رئيس ديوان المحاسبة عبدالعزيز العدساني
كتب مايو 15, 2011, 12:42 ص 3692 مشاهدات 0
مداولة
إلى العم بويوسف رئيس ديوان المحاسبة
المحامي نواف سليمان الفزيع
طرقنا باب ديوان المحاسبة من سنوات عدة ومن عهد المرحوم براك المرزوق رحمه الله شققنا طريقاً متعباً في مواجهة كثير من الامور والتي رأيناها سببا في اضعاف اهم جهة رقابية على المال العام «ديوان المحاسبة».
«ديوان المحاسبة» وبحسب قانونه هو وقانون حماية الاموال العامة لو طبقا بالشكل الصحيح ولو كان للحكومة نية حقيقية في تفعيل هذين القانونين بدون تدخل مضاد حكومي يئد أماني أي أحد له المكنة في تفعيل هذين القانونين ويسعى في تطبيقهما لما كان الفساد في ازدياد كل عام.
الحكومة بالتأكيد مسؤولة عما يحصل في حق اجهاض تطبيق هذين القانونين وفي ديوان المحاسبة شهدنا كثيرا على فساد هذا الاجهاض.
مسؤولون فاسدون احدهم اليوم يملك قصراً منيفاً في ماربيا الاسبانية بما يعادل قيمته 6 ملايين دولار وراتبه لا يتجاوز الـ6 آلاف، نعم نعلم ما حصل ويحصل في الديوان من تجاوزات ممن اسميناهم في يوم من الايام ثلاثي الفساد وكيف استمرؤوا على انفسهم قبول دور ان يكونوا ضلعا اساسيا في افساد الديوان عبر التستر على جرائم اعتداء على المال العام، نظير مقابل مالي او تقارب سياسي، كما فعل وحاول البعض في مولدات 2007 لولا موقف شامخ لمدقق شريف اسمه احسان عبدالله وقد رفض ان يكون هو وزملاؤه جسراً لعبور صفقة التغطية على المولدات، فتم جرهم الى النيابة العامة بدلا من ان يجروه في تستر على مفسدة وان يظفر بفيلا ماربيا!
مولدات 2007 مثال وامثلة كثيرة في الديوان دفع ثمن التصدي لها كثيرون من شرفاء الديوان، حنان العزيز، ممدوح العنزي، عادل العصيمي، سليمان العتيبي، وكذا احسان عبدالله الى عبدالعزيز اليحيى.
هؤلاء طالهم التجميد والنقل حتى الفصل كما حصل مع اليحيى وهؤلاء يعجز القلم عن وصف عزائمهم التي ما هزتها جبال احباط وحرب نفسية شنها متواطئون متورطون مع قوى الفساد في البلد ومن داخل قيادات الديوان.
لقد استبشرنا خيرا بقدوم العم عبدالعزيز العدساني هذا الرجل الذي كان جزءاً من القوى الوطنية التي حاربت معركة الحكومة لاسقاط الديموقراطية وتعطيل الدستور في ثمانينيات القرن الفائت.
كنا نرى العدساني مع المرحوم المنيس والخطيب والجوعان «شفاه الله» في مواقفهم الوطنية او هكذا نقل الينا ولهذا كنا نرى في تقلده منصب رئيس الديوان تصحيحاً لاوضاع ألمت بالديوان استغل فيها ثلاثي الفساد فترة المرض الطويلة التي ألمت بالمرحوم براك المرزوق ليعيثوا افسادا في الديوان وتجميدا للكوادر الحرة الشريفة فيه.
كانت توقعاتنا في غير ما صبت عليه الحقائق التي باتت تأتينا في الديوان التي اكدت استمرار الوضع المتدهور على ما هو عليه بل اتى عهد العم بويوسف وكأنه زاد الملح على جرح الديوان.
والجرح الأكبر للديوان كان مع محاولة ازاحة عبدالعزيز اليحيى من منصبه وحرمانه من رواتبه.
عبدالعزيز اليحيى الوكيل المساعد في قطاع الوزارات في الديوان مشكلته يا بويوسف انه اختلف معك يوم قدم قطاعه تقرير مولدات 2007 الذي اكد على صحة ما فضحه المدقق احسان عبدالله في بلاغنا المقدم عنه الذي ألحق اليوم في القضية واختلف معك ايضا في تقرير اعلانات الداخلية الذي قدمه نفس القطاع.
كل أهل الكويت كانوا في شبه اتفاق على «بوقة» الموضوعين وموقف اليحيى وقطاعه كان مدججاً بالادلة والبيانات التي تؤكد صحة وجود هذه التجاوزات في هذين الموضوعين.
وبعدما اختلف معك في هذين الموضوعين، تحركت حملة لفصله من الديوان يا بويوسف وحرمانه من رواتب 8 سنوات وقد تناسى من حاول ان يفصله ان هذا الرجل معيل لاسرة مصدر رزقها هذا الراتب، ما سألت نفسك يا أبايوسف كيف سيعيش هذا الرجل بدون راتب وكيف سينفق على اولاده وتتحرك لحمايته أو منع ظلمه على الأقل؟
الله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي «يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا».
وسنقول لك يا أبايوسف ان الديوان وهو تحت قيادتك قد ظلم عبدالعزيز اليحيى، نقولها لك من واقع ما سطرته حروف شامخة في احكام اليحيى التي ابطلت قرار فصل اليحيى الظالم.
(حيث ان المحكمة وباستعراض مسلك الجهة الادارية المتواتر يتأكد لها بيقين ان جهة الادارة باصدارها للقرارين المطعون فيهما تنكبت وجه المصلحة العامة وكان القصد من وراء ذلك هو الكيد للمدعي والنكاية به إبعاده عن وظيفته في غير الحالات التي اجازها القانون وعلى وجه تثبت به اساءتها استعمال السلطة المخولة لها والانحراف بها).
هذا كان من حكم اول درجة ولاحظ يا بويوسف كلمات كالكيد والنكاية واساءة استعمال السلطة.
(مسلك الجهة الادارية الذي ينبئ بلاشك انها لم تكن تبتغي المصلحة العامة وانما كان هدفها هو ازاحة المستأنف ضده من منصبه) (قصدها لم يكن سوى الكيد له والنكاية به وابعاده عن وظيفته وهو ما يؤكد انحرافها واساءة استعمال السلطة التقديرية المخولة لها).
هذا كان من حكم محكمة الاستئناف ولاحظ يا أبايوسف 6 قضاة في أول درجة والاستئناف اصروا على وجود كيدية في قرار فصل اليحيى وانحراف واساءة لاستعمال السلطة في قرار فصل اليحيى، 6 قضاة وقاضي القضاة الله سبحانه وتعالى العالم ببواطن الامور بدون سرد مستندات يقول: «لا تظلموا.. لا تظلموا»!
هل فصل اليحيى لاصراره على كشف جرائم الاعتداء على المال العام الذي اقسمت اليمين على حمايته يا أبا يوسف؟ بل هل ما يحدث في التعيينات في الديوان دليل على ممارسة دورك بصدق وامانة؟ ونحن نتحدى امام الشعب الكويتي كله لكشف هذا الملف فقط.
هل فصل اليحيى لملكيته ضميراً حياً وموقفاً حراً أصر فيه على موضوع الطوارئ واللوحات الاعلانية؟
نقولها لك يا أبا يوسف معرفتنا الشخصية بالرجل تنبئنا عنه انه عنيد ولا يعرف أمه وأباه وخاله واخاه في المال العام لو كلفه ذلك حياته فما بالك بوظيفته؟!
سندع التاريخ والعدالة حكما في حقيقة مواقف اليحيى وموقفكم من فصله ونأتي الى جانب انساني تعجبنا وبمرارة منه في حقيقة اصرار الديوان على حرمان هذا الرجل من رواتبه عبر ملاحقته قضائيا حتى لا يحصل على هذه الرواتب التي حرم منها بسبب قرارين ظالمين بفصله ابطلتهما المحكمة في كل مرة.
يا أبا يوسف ذكر في الاثر الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من (خشاش) حشرات الارض» هرة ادخلت الناس النار ورجل ابوعيال تحاربه على رزقه على راتبه وهرة تدخل النار يا بويوسف.
يا أبا يوسف نقولها لانفسنا مرارا قبل ان نقولها لك، ترى الانسان مهما علا منصبه او كبرت ثروته فانه تاركها فوق الارض ليودع تحتها برفقة اعماله وحسبه اعماله شفيعة وانيسة حين يترك في قبره الموحش ويمشي عنه مودعوه وحسبها لحظات مع منكر ونكير لا ينفع فيها لا مال ولا بنون ولا منصب وحسبها لحظات اشد في يوم العرض حيث تلتف الساق بالساق ويعرض الناس ليوفوا اعمالهم، ان ظلموا فسيوفون وان عدلوا فسيوفون وبين هذا وذاك شعرة قد تؤدي الى جنة او نار، العناد لن يفيد والصلاة لن تفيد لو رفع مظلوم في هزيع الليل يديه يحتسب ظلمه عند الله ممن ظلمه ويؤسفنا ان نقولها لك يا أبا يوسف لقد ظُلِم هذا الرجل وهو في عهدتك بالديوان، نقولها لك اذعانا لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ يقول «اذا رأيت أمتي تهاب ان تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم» اي تخلى الله عنهم وتركهم ووكلهم الى انفسهم وقطع عنهم نصرته، من سيتحمل ظلم اليحيى؟ سؤال نترك اجابته لضميرك يا أبا يوسف.
المحامي نواف سليمان الفزيع
تعليقات