فهد الحجي ساءه منظر الضرب بالعقل، والتشابك بالأيدي بمسجد قبل صلاة الغائب على بن لادن ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 12, 2011, 11:20 م 795 مشاهدات 0
هوشة.. في بيت الله؟!
الجمعة 13 مايو 2011 - الأنباء
نادرا ما ترى معركة في مطعم راق، أو فندق فخم، أو محل انيق، فالناس في هذه الاماكن يحرصون على ان يتصرفوا بلباقة وشياكة و«ذرابة» تماشيا مع أهمية المكان، واحتراما للناس الموجودين فيه.
اما اذا كنت في مكان يخص شخصية مهمة، فإنك تحرص على ان تتصرف بكل ادب واحترام، وان تعطي الآخرين انطباعا ايجابيا عنك، وتحاول الا يصدر عنك اي فعل يثير استياء الآخرين.
فكيف اذا كان هذا المكان بيتا من بيوت رب العز والجلال؟
هل يجوز، والحال هذه، ان يتصرف الانسان بشكل سيئ او تصدر عنه كلمة جارحة او فعل مشين؟
للاسف الشديد، هذا ما حدث في احد بيوت الله تعالى، وهو مسجد مقبرة الصليبخات، الذي كان مزدحما بالمسلمين واكثرهم ملتحون وملتزمون ومتفقهون بالدين، يعرفون اصول الشريعة والاحكام والآداب الاسلامية، ويدركون جيدا اهمية المسجد وقدسيته وعظمة مكانته، حيث انه مدرسة اسلامية بالدرجة الاولى، فيه يلتقي المسلمون ليتدارسوا شؤون دينهم ودنياهم، ويزدادوا علما ومعرفة وتتعمق بينهم صلات المحبةوالمودة، ليؤكدوا انهم حقا متمسكون بكتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وانهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
لكن هؤلاء الملتحين المتدينين الملتزمين تجاهلوا كل مقومات الدين الحنيف، وتناسوا تعاليم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ارسله الله تعالى ليتمم مكارم الاخلاق، فاشتبكوا بالايدي، وتضاربوا بالعقل، وسط المسجد، وتبادلوا الشتائم والالفاظ النابية وهم وقوف بالقرب من نسخ القرآن الكريم، هذا المنهاج الرباني العظيم الذي انزله الله ليخرج الناس من الظلمات الى النور، ولم يراعوا حرمة لبيت الله ولا لكتابه، وتجاهلوا قول الله تعالى: (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)، بل انصرفوا وراء أهوائهم ونزواتهم، وتصرفوا بأسلوب يرفضه كل مسلم.
لقد كان السبب تافها جدا، وهو ان بعضهم اراد صلاة الغائب على بن لادن،ورفض آخرون، فتشاتموا وتصايحوا وتعاركوا وضرب بعضهم بعضا.
والمحزن، والمضحك ايضا، حيث ان شر البلية ما يضحك، هو ان اسم المسجد «مسجد الاحسان» ومعروف اهمية الاحسان في الدين، فهو كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الإحسان ان تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
فهل هذا هو الاحسان الذي يفهمه هؤلاء؟ وهل هذه هي الاخلاق الاسلامية التي تعلموها؟ وهل سيعلمون ابناءهم هذه الاساليب في التعامل مع الآخرين؟!
فهد الحجي
تعليقات