عبداللطيف الدعيج يُبدي استياءه لأن سياسيونا لا زالوا يفكرون بعقلية 'الرعية' ؟!

زاوية الكتاب

كتب 895 مشاهدات 0


 
 
 
 
وما زلنا نفكر بعقلية الرعية 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
سياسيونا، هذا اذا سلمنا بان لدينا ساسة، ومعهم التجمعات السياسية التي يدعون الانضمام اليها ليس لديهم الا التبرم والتحلطم والاحتجاج. ليس هناك نظرة وفكرة شاملة لمعالجة الوضع الحالي وللتعامل مع التحديات التي يواجهها البلد. بل، وبدءا ليس هناك وعي بالتحديات أو تحديد لها. ان المشكلة الاساسية اننا نواجه ضياعا عاما، والمشكلة الناتجة عنها هي ان الجميع يرى ان على الحكومة وحدها يقع ليس واجب حل الاشكال وحسب، لكن تبعات وحتى تكاليف هذا الحل.. وهنا الازمة والمشكلة الاساسية.
اننا نجابه تحديا حضاريا أو عصريا ليس من السهل مواجهته أو التأقلم معه. غيرنا من الشعوب، ونعني المتقدمة منها، حققت هذا التقدم ضمن تطور تدريجي، وفي وقت كان العالم باكمله يغط في سبات عميق. لهذا كان أي انجاز بمنزلة اعجاز، وكل ما تقدمه أو تجود به السلطات لبنة جديدة في البناء الاجتماعي الشامل. هنا نحن نواجه صعوبة سبر الظواهر الجديدة التي هلت علينا بكل تعقيداتها وآثارها العظيمة، ونجاهد للتوافق مع القفزات ونلهث ونحن نسعى لمواكبة الطفرات الاقتصادية والصناعية وما تخلفه من تجديد وعصرنة اجتماعية تقلب المفاهيم وتغير العادات والتقاليد.
لكن تبقى المعضلة الحقيقية في رأيي هي اننا بحكم «تربيتنا» لا نزال نعتقد بل نطالب بان يكون «الشيوخ ابخص». أو ان السلطة هي الراعي الذي عليه «التكفل» بنا وتحديد شأننا. بغض النظر عن كل المعارضة والاصوات العالية، يبقى اكثر واغلب منتقدي الحكومة هم ممن يدور في ركب السلطة وينضوي بشكل أو بآخر تحت هيمنتها وسيطرة الموروث البدائي في العلاقة بين الفرد وكبير القبيلة.
ان سياسيينا يتحلطمون، وتجمعاتنا تكتفي بالضجيج لان الجميع ينتظر الحل من «الشيخ» أو الحكومة. لهذا اصلا تنحصر كل المطالبات بترقيع السلطة مثل وزراء دولة أو نهج جديد للحكومة، بينما يتناسى سياسيونا ومنظرو التقدم عندنا الناس أو الامة الذين هم الركيزة الاساسية في أي تقدم أو انعتاق من ازمة التطور التي نعاني.

عبداللطيف الدعيج
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك