حسابات 'رياضية' للثورتين البحرينية والسورية عبر حسن عباس ؟!
زاوية الكتابكتب مايو 5, 2011, 12:02 ص 976 مشاهدات 0
د. حسن عبد الله عباس / رياضة لحساب الثورتين السورية والبحرينية
الفرق بين الرياضيات والسياسة كبير. فمعادلات الأول لا تسمح بالتقلب لأن الجواب لا يمكن إلا أن يكون واحداً، في حين أن مساحة التلاعب في الثاني واسعة جداً بحيث يُقلب لك «اللاعب» الحق باطلاً والباطل حقاً. لذا سأستفيد من الرياضة لحساب ما حصل في سورية والبحرين.
للمعادلة الرياضية طرفان متساويان دائماً بحيث لو تغير طرف فلا محالة سيتغير الثاني وبالزيادة أو بالنقصان نفسه وبالضبط. فلا مجال للخطأ ولو بشعرة، النسبية معدومة كلياً. فمثلاً:
س + ص + ع = ك، فالمتغير (ك) هو مجموع المتغيرات على الصوب الثاني من المعادلة (س، ص، ع).
بعد هذه المقدمة دعونا نجمع متغيرات الثورتين لنضيفهما في معادلتنا السابقة. للأستاذين الأميركيين في جامعة George Mason جاك غولدستون وجون هازل مقالة في مجلة Foreign Policy تركز على مقارنة الأسباب التي تدفع الشعوب للثورة ضد أنظمتها الحاكمة. فما خلُص له العالمان أن جميع الثورات عبر التاريخ تتفق على مجموعة متغيرات، وهي كالتالي: الفساد (ف)، الاستزادة في الثروة (ث)، تصلب الأنظمة في قبول رأي الشعب (ت)، تجييش الشارع عبر وسائل الاتصال (و)، عدم القابلية في الاصلاح (ص)، وجود نية شعبية للتغيير (تغ)، وأخيراً المؤسسة العسكرية (عس).
تجد في الحالتين البحرينية والسورية هذه المتغيرات، وفي الحالتين توجد مقولة التدخل الخارجي (تد). وبما أن التدخل الخارجي يمس جميع المتغيرات السابقة وتؤثر فيها بدرجات متفاوتة، فهو بالتالي معامل قوة يأخذ رقماً محدداً بحسب عدد هذه التأثيرات. ففي البحرين يوجد تدخل واحد وهو الإيراني فمعامل القوة هنا 1. التدخل الأجنبي في الحالة السورية موجود أيضاً. بل السبب وجيه أكثر للتدخل في سورية لأنها أولاً جارة مشاغبة لإسرائيل ولها أراض محتلة، ولأنها ثانياً إحدى محاور الشر الدولي، ولأنها ثالثاً محكومة من قبل العلويين وتؤازر الشيعة الاثنا عشرية «الصفوية» الإيرانية، فهي بالتالي «مكروهة وجابت بنت» لدى المتشددين الإسلاميين، ولانها رابعاً ارتكبت في 1982 مجزرة حماة بحق «الإخوان المسلمين»، فهذه إذاً أربعة عوامل للتدخلات الأجنبية في الحالة السورية، وبالتالي النسبة تكون 1:4 بين الحالتين. من هنا سأكمل بناء معادلتي الرياضية للحالتين لتكون:
تد (ف + ث + ت + و + ص + تغ - عس) = ن
الإشارات الايجابية بمعنى قوى بالاتجاه نفسه والسالبة بمعنى تعمل بصورة عكسية. فميلان الجيش صوب الثورة بمعنى تراجع في الأداء في حين الإيجابية في الأداء تعني وقوفه لصف النظام الحاكم.
بعد هذا، إن قلت النتيجة (ن) بمعنى للحكومة الحق في اخماد المتظاهرين، فالجواب يقتضي منك أن تؤيد بأربع مرات أكثر بالنسبة لما تفعله الحكومة السورية، أما إن قلت النتيجة (ن) بأنها حق المتظاهرين في سورية الثورة ضد نظامهم، فيقتضي منك ذلك أن تؤيد الشعب البحريني أربعة أضعاف لأن التدخل السوري فيه تلاعب أربع مرات اكثر من أقرانهم البحرينيين (أو تؤيد الشعب السوري رُبع تأييدك للبحارنة)!
تعليقات