مشروع تجنيس الألفين من مشاريع شراء الحكومة للنواب المنتفعين منه، مع بقاء اصل المشكلة على حاله..مقتطف من مقالة نبيل العوضي

زاوية الكتاب

كتب 560 مشاهدات 0


 

كشف التجنيس.... واللجنة المركزية
كتب:نبيل العوضي
لم يبق على العيد الا أيام معدوات، والكل يتجهز للفرح بهذا اليوم السعيد، والكثير من إخواننا البدون يترقبون بفارغ الصبر كشف التجنيس الذي سيعلن خلال الأيام القادمة، الاسماء التي ستعلن بمثابة حكم الافراج لمن حكم عليه بالسجن المؤبد!! بل أكثر من هذا لمن يعي صعوبة الحياة التي يعانيها اخواننا البدون.
ان الاعلان عن اقل من الفي اسم من أصل ما يقارب المئة ألف ليس الا مجرد تأخير لحل المشكلة او مواجهتها، فهذه الحلول الجزئية لهذه المشكلة الكبيرة ستجعل الامر يزداد صعوبة في المستقبل، بل ربما يكون مشروع تجنيس الألفين من مشاريع شراء الحكومة للنواب المنتفعين منه، مع بقاء اصل المشكلة على حاله!!.
الايام القادمة ستثبت صحة المعيار الذي على اساسه سيتم اختيار الألفين، هل هي الأولوية في الاستحقاق ام الواسطة والمعرفة ومدى قرب النائب المتدخل من الحكومة؟
اللجنة المركزية المختصة في شؤون (البدون) هي اصلاً تحتاج الى غربلة والى مراقبة، وبعض المسؤولين فيها ـ وللاسفـ تدور حولهم علامات الاستفهام!! والا ما رد وزارة الداخلية فيما نشرته احدى الصحف قبل ايام من ان هناك ضابطاً يعمل ويجهز سهرات خاصة (وقعدات وناسة) وسهرات حمراء!! لمسؤوله؟!! وحسب الصحيفة فان هذا القيادي (اخترع) له وظيفة براتب (300) دينار في الفترة المسائية وهو أصلا مرتبط بوظيفة اخرى في الوقت نفسه!!
أنا أعلم ان هذا الخبر ستسارع الوزارة بإنكاره ولكن هل يمكننا فتح ملف هذه اللجنة المركزية التي للاسف ارهقت كثيرا من البشر، ولنعلم بعدها حقا من الذي يجب أن يوضع عليه قيد أمني؟!!
أرجو من وزير الداخلية ان يتابع موضوع »البدون« بنفسه وأن لا يكتفي بما يرسل إليه من تقارير، فالموضوع حساس جدا، الاخوة يعيشون أوضاعا مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة، ثم بعد هذا يعامل بعضهم بازدراء واحتقار من قبل بعض المسؤولين!! فهل هذا يرضيكم؟!
إذا كانت رواتب الموظفين والتي قاربت الألف دينار لا تكفي في مواجهة غلاء الأسعار، وصعوبة الحياة اليوم، فكيف بالذي لا يعمل اصلا؟!! من أين له أن يأكل ويشرب؟! ومن أين له أن ينفق على ابنائه؟! »الراحمون يرحمهم الرحمن«
أرجو كذلك من اخواننا في مجلس الأمة أن يلتفتوا ولو قليلا لهذه الفئة، أنا اعلم ان منكم من لا يريد لاخواننا البدون خيرا!! وربما تستروا بالدين والشريعة حتى في حربهم لهذه الفئة!! ومنكم من منطلق العنصرية البغيضة ودوا لو رأوا البدون يموتون جوعا وقهرا!! ولكني اخاطب أهل الضمائر الحية في المجلس، أين انسانيتكم وأين دينكم وأين ضمائركم في اعطاء البدون حقوقهم؟!
كشف التجنيس سيظهر، وهنيئا لمن وجد اسمه فيه، وصبرا صبرا لمن لم يجد اسمه، فعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك