حول الشعاب المرجانية

محليات وبرلمان

فريق الغوص: استعادها لوضعها الطبيعي بعد إصابتها بالابيضاض

1857 مشاهدات 0


استمرارا لمتابعة مواقع الشعاب المرجانية ورصد ظاهرة الابيضاض التي إصابة معظم الشعاب المرجانية في الكويت ابتداء من جون الكويت وحتى شعاب أم ديره والتي رصدها فريق الغوص في سبتمبر 2010، ونشر تقاريره لحالة الشعاب حينها.
وصرح محمود أشكناني مسئول المشاريع البيئية في فريق الغوص الكويتي بالمبرة التطوعية بأن ظاهرة الابيضاض الكامل أو الجزئي كان بادية في بعض المستعمرات المرجانية حتى شهر فبراير 2011 في سواحل عشيرج والسواحل الجنوبية لبحر الكويت، علما بأن درجات الحرارة كانت منخفضة (14.7) درجة مئوية، وكانت معظم المستعمرات المصابة كاملة بالابيضاض حية وتظهر بوالبها للعيان أثناء التغذية، وهذا يدل صمودها وتحملها لأصعب وأقسى الظروف وقد يكون ساعدها على البقاء كثافة توافر المغذيات العالقة في المياه، وتنتج ظاهرة ابيضاض المرجان بسبب طحالب المتلازمة مع المرجان (زوزنثالي – zooxanthellae) والتي تعطي الشعاب المرجانية ألوانها المميزة وتساعده في التغذية من خلال عملية التمثيل (البناء) الضوئي، وعند خروج هذه الطحالب من أنسجة المرجان تبدأ المستعمرة المرجانية بفقدان لونها، ومن ثم تضعف وتحتضر المستعمرة، وعادة تكون الأسباب الرئيسية لظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية بسبب تدهور البيئة المحيطة بالشعاب المرجانية من اختلاف درجات الحرارة بشكل كبير أو زيادة الأشعة الفوق بنفسجية أو بسبب التلوث البحري.
وأفاد أشكناني بأن الفريق قام برصد للشعاب المرجانية في جنوب جزيرة أم المرادم (23 كيلومتر شرق الخيران) لشهر أبريل 2011، بطريقة المسح الطولي واستخدام الإطار المتري المربع لمواقع المسح لزيادة الدقة والتعرف على أنواع المستعمرات ونسبة والإصابة،
 إضافة إلى توثيق العملية والموقع بالفيديو والتصوير الفوتوغرافي، وقد كشف المسح بأن ظاهرة الابيضاض قد اختفت كليا من الموقع حيث لم تعد تشاهد البقع البيضاء في الشعاب المرجانية سواء من على السطح أو في الأعماق، وذلك أما لتعافي المرجان واستعادت لونه مرة أخرى بعودة طحالب  (زوزنثالي – zooxanthellae) إليها، أو لموت المرجان ونمو الطحالب العادية عليها.
وبين أشكناني بأن المسح أظهر نتائج مشجعة جدا باستعادة المستعمرات المرجانية لعافيتها واقتراب عودة الشعاب إلى طبيعته، وأظهر المسح بأن نسبة المستعمرات المرجانية السليمة بلغ (69 %) ونسبة المستعمرات النافقة (13 %) ونسبة المستعمرات المصابة بأقل من (50%) من الابيضاض أي التي اقتربت إلى ألوانها الطبيعية بلغ (11 %)، ونسبة المستعمرات المصابة بأكثر من (50%) من الابيضاض أي التي لم تقترب بعد إلى ألوانها الطبيعية بلغ (6.6 %)، ونسبة المستعمرات المصابة بالابيضاض بالكامل (0.04 %)، حيث سجل الرصد تعافي الكثير من المستعمرات المصابة واستعادتها لألونها الطبيعية ولكن جميعها كانت ذات أحجام صغيرة لا يتجاوز قطر أكبرها (40) سنتيمتر، وكذلك سجل نمو العديد من المرجان اليافع ومن مختلف أنواع المرجان، كما كشف الرصد بأن هناك أعداد من المستعمرات المرجانية ذات الأحجام الضخمة قد نفقت ونما عليها الطحالب وأصبحت صخور كلسية تغطيها الطحالب ويغزوها قنافذ البحر، كما سجلت درجات حرارة الماء (20.9) عند عمق (4) أمتار و(20.3) عند عمق (10) أمتار.
ونوه أشكناني بأن الفريق تابع أيضا حالة شعاب قطعة البينة ( 5 كيلومتر جنوب شرق الخيران)، وكان واضحا بأن أثار ظاهرة الابيضاض كانت مدمرة لمعظم المستعمرات المرجانية السنامية الضخمة التي كانت تتعدى أحجامها الأربع أمتار والتي كانت تغطي المنحدرات الجنوبية للشعاب، وأصبحت كالأطلال وقد نما عليها الطحالب وغزتها القنافذ البحرية بكثافة، وإن كانت بعض الأجزاء الصغيرة منها بدأت بالتعافي.
كما أشاد بالجهات العلمية والحكومية والأهلية التي أبدت اهتمامها الجدي بالشعاب المرجانية بدراسة الظاهرة ومتابعتها وأن فريق الغوص سينشر كافة هذه المعلومات والتقارير بالإنترنت لتخدم الباحثين والمختصين بهذا المجال ودعا  مرتادي البحر للعمل على حماية الشعاب المرجانية .

الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك