عن الأزمات التي تواجهها قناة 'الجزيرة، يتساءل علي سويدان 'لماذا تغرق الجزيرة' ؟!
زاوية الكتابكتب إبريل 28, 2011, 12:58 ص 1411 مشاهدات 0
علي سويدان / لماذا تغرق «الجزيرة»؟
بالتأكيد تغرق الجزيرة حين يزداد منسوب المياه حولها وتضعفُ الاستعدادات لمواجهة الأمواج، لا أريد أن أُشكك في مهنية أحد ونحن ممن يدعون إلى المهنية؛ ولكنَّ القوم تحدَّثوا عن أنفسهم وشهد عليهم شاهدٌ منهم حين أعلن الإعلامي التونسي المميز غسان بن جدّو استقالتَه من قناة «الجزيرة» تحفُّظاً منه على السياسة التحريرية في تغطيتها للأحداث في ليبيا وفي سورية واعتمادها أسلوب التعبئة والتحريض، وجاءت استقالتُه على غرار استقالات زملائه وزميلاته السابقين؛ مثل حافظ الميرازي (مدير مكتب واشنطن)، ويسري فودة (مقدم برنامج سري للغاية)، وعبد العزيز عبد الغني (مدير مكتب القاهرة)، ويوسف الشريف (مدير مكتب اسطنبول)، وأكرم خزام (مدير مكتب موسكو)، بالاضافة الى المذيعات جمانة نَمّور ولونة الشبل ولينا زهر الدين. نتفق جميعاً نحن العرب أننا لا نجيد لغة الحوار ونفتقد قنوات التواصل في التفاهم فيما بيننا؛ ومَنْ يفقد لغة الحوار والتواصل المتمدِّن لا يمكنه بهذه الحال أن يقوم بمظاهرات سلمية متمدِّنة، لذلك قد نلجأ نحن العرب إلى التعبير عن آرائنا في أكثر الأوقات بطريقة عنيفة، لقد استُغِلَّتْ هذه الحماسة العربية من أطراف مغرضة لإثارة الفتن باسم التغيير والسعي نحو الحرية، وقد ثبت لكل مراقب محايدٍ وموضوعيٍّ أن في سورية فئات مسلحة تطلق النار على رجال الأمن وعلى المتظاهرين في آن واحد، وهذا الأمر تكرر بشكل ضيِّق في مصر من قبل وفي اليمن الآن، والحل يتلخَّص عقلاً وعرفاً وديناً أن يُؤخَذَ على يد هذه الفئة العدوانية، أمْ أنَّ ملاحقة هذه الفئات المسلحة وتسميتها (فئات ضالة) وردعها أمرٌ مسكوت عنه في نظر السياسة الأميركية ويسكت عنه شيخ الإسلام القرضاوي في دولٍ، ويعدُّ الأمرُ نفسُه جريمةً في دول أخرى! وليت الأمر وقف عند السكوت، بل فتح القرضاوي باب التحريض في سورية بقوله: (ومالو لو يموت ستة هنا... خمسة هناك)! ما قام به الشعب المصري هو تظاهر حقيقي، أما ما جرى في ليبيا في بدايات الأحداث فلم يكن تظاهراً؛ أيُّ مظاهرة هذه التي تحمل منذ البداية عَلَماً جديداً لليبيا وأسلحة وراجماتٍ! وسرعان ما كشف المجتمع الدولي اللثام عن تجهيزات متكاملة من الدعم الْمُشَرعن تم الإعداد له بشكل مسبق! المساس بالمهنية الصحافية وفقدان التوازن الإعلامي في تغطية الأحداث المستجدة في بلاد العرب أمر ينعكس سلباً على مصداقية العمل الإعلاميّ وعلى تداعيات الحدث. استقالة بن جدّو وغيره من قناة «الجزيرة» ذكَّرتنا بِوُقوف قناة «الجزيرة» في أيامٍ خلتْ إلى جانب نظام صدام حسين بشكل كبير وعميق فقد تجاهلت تماماً آنذاك جرائمه تجاه شعبه وفظائعه في غزوهِ الكويت، وغطَّتْ «الجزيرةُ» أثناء الحرب على العراق وبكلِّ إخلاص تصريحات وزير الإعلام العراقي السابق (الصحّاف) والتي حملت في وقتها وبكل وضوح تلفيقاتِ النظام البائد في العراق! فضلاً عن امتعاض كثير من الدول لعدم تغطية الأحداث المحلية فيها بشكل دقيق والعمل على تضخيم جانب من جوانب الخبر على الجوانب الأخرى، خلافاً للحس المهني ولِلُغةٍ إعلامية مُتزنة تتمتع بالحياد تأمل الأمةُ أن تراها في مؤسساتها الإعلامية.
تعليقات