حسن عباس للشعب السوري: لا نريد لنظامكم 'السقوط' لأنه بوابة ممانعة ومقاومة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1881 مشاهدات 0


د. حسن عبد الله عباس / ثورة سورية مباركة... ولكن!
 
 
 
الثورات العربية جميعها تستحق التقدير والاحترام، جميعها وبلا استثناء لسبب بسيط وهو أنها جميعها ثورات لشعوب تعيش في ظل أنظمة سياسية تحكمها بالحديد والنار.
الجميل في أمر هذه الثورات هو تقاربها زمنياً من بعضها بحيث تستطيع بسهولة المقارنة بين ازدواجية المعايير لدى المراقبين والمحللين. دعونا نتحدث قليلاً عما يجري في سورية من باب كسر العين لا أكثر.
المبادئ التي قلناها لجميع الثورات هي هي بالنسبة للثورة السورية. فالشعب في هذا البلد كحال غيره يريد المزيد من الإصلاحات والحريات وهي مطالبات مشروعة، وعلى النظام السياسي أن يستجيب لها ويقرها. أقول ذلك بعلانية لا كالغير الذي يتحدث بكل المفردات المنمقة، ولكن بمجرد صارت القصة لدى البحارنة انصرف يتحدث عن تسونامي وفوكوشيما وانتاج تويوتا!
فلو تحدثنا بألسنتهم نفسها بالنسبة للوضع السوري، لقلنا أيضا يحق للنظام أن يحافظ على استقراره. فالنظام السوري يجوز له أن يبطش بشعبه كما فعل غيره! فكل ما قيل في غير النظام السوري وكل الادعاءات التي سوًّق لها كل نظام لنفسه (ومشجعيه على المنصات) ينطبق على الحالة السورية شبراً بشبر وذراعاً بذراع!
لا أبرر ولكن قد تكون المصداقية أكبر لدى النظام السياسي السوري عنه في غيره من الحالات، لأنهم حائط صد أمام إسرائيل ومن ثم أميركا ومن ثم تأتي وراءها كل التحالفات والمخططات والحروب والدول والشخصيات والمصالح النفطية وإلى آخره. فلهذا لا تستغرب إن ذاع صيت رئيس فرع المعلومات اللبناني الذي يقوم بنشاط محموم هذه الأيام لتأمين السلاح وإرسالها للداخل السوري. رئيس الفرع هذا ينتمي لتيار المستقبل المعادي للسوريين، وبالتالي النيل من السوريين ليست مشروعة لديه فقط، بل هذا سيجرنا لاستحضار صور من يواليهم هذا التيار في المحيط العربي الأوسع لتشمل دائرة التكهنات والمخططات أنظمة سياسية كثيرة.
الأمر الآخر هو أن السوريين حليف استراتيجي للإيرانيين الشيعة، وهو بالتالي سيجرهم إلى عداء مذهبي بالنتيجة مع المتشددين الإسلاميين الذين ينظرون لهذا التحالف بأنه وبال ومصيبة. لذلك فإن رسالة الملك عبدالله الثاني التي نقلها نيابة عنه رئيس مجلس الأعيان الأردني والتي اعتذر فيها عن تورط بعض ضباط المخابرات في شبكات سرية لتقديم الدعم اللوجستي والسلاح للداخل السوري (بمعنى لا يوجد قرار سياسي أردني بذلك) هو بالتالي علامة جديدة أخرى بأن الثورة ليست كلها وطنية بالحرف الواحد. فلهذا السبب الحكومة السورية هي من أقفلت الحدود مع الأردن لا العكس، وكالمعتاد حينما تشتعل الحروب الأهلية فتبادر الدول المجاورة بغلق الحدود.
أما إعلامياً فلاحظتم كيف كان التعتيم على الحالة البحرينية بحيث وكأن شيئاً لا يجري، فلا تسمع عن حملات الاعتقال الجارية بحق الأطباء والكوادر الطبية وهدم المساجد، لكن عشرات العيون مفتوحة على الساحة السورية. فهذا تحديداً ما دفع بالاعلامي الشهير غسان بن جدو وآخرين بتقديم استقالاتهم بسبب عدم المهنية والازدواجية في التغطيات الإعلامية!
لكن مع ذلك أقول يحق للشعب السوري النزول والتظاهر والمطالبة بالحقوق وعلى السلطات أن تحترم إرادة المواطنين ومحاسبة القتلة وأرباب الفساد، كل ما في الأمر أن السقوط لا نريده للنظام السوري لأنها بوابة ممانعة ومقاومة، فالتفتوا يا ثوار!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك